تشكل الإنسانية
تشكل الإنسانية
كان العالم متباعدًا إلى الحد الذي قامت فيه حضارات وإمبراطوريات في قارات العالم المختلفة، لا يعرف بعضها عن بعض شيئًا، كان هناك عديد من التواريخ وعديد من الأزمنة حتى أتت الحربان العالميتان اللتان مزقتا العالم ووحدتاه في آن واحد ليتشكل زمن مشترك يوحد تلك الأزمنة وتتشكل معه الإنسانية، قد يبدو غريبًا أن تتشكل الإنسانية من جراء أحداث دموية كتلك، لكن ربما تهديدات الإبادة هي ما منحتها قوة التوالد، وأصبحت بالنسبة إلينا قدرًا مشتركًا، باعتبار أننا نعيش على فوهة البركان نفسه.
تعددت محاولات الإنسانية لتنظيم ذاتها والخروج إلى الوجود، بدأت باجتماع الأعراق فتوحيدها تحت قوًى أكبر حتى تشكلت الدولة بمفهومها الحالي في القرن العشرين، وكان من خصائص “الدولة – الأمة” أن تتفانى في حماية أفرادها وتوفير رفاهيتهم، وهذا يتطلب معاملتهم في بعض الأحيان كأطفال ويعطي الحق للدولة في المراقبة والتنصت، أي مزيد من القمع والرعب، وبذلك تتحول الدول إلى وحوش مصابة بهذيان ولا تعترف بأي قانون، والمعاهدات ما هي إلا أوراق تمزقها كل علاقة قوة جديدة، ونحن -الأفراد الذين يشكلون الإنسانية- تابعون كليًّا لجنون هذه الوحوش وقساوتها، متموضعون تمامًا بين فكيها، نأمل، في إطار ما يدعو لليأس، أن تؤخر إغلاق فمها، إلا أننا نعلم أنها ستفعل في النهاية.
الفكرة من كتاب إلى أين يسير العالم؟
فهل هذه الإنسانية التي حلمنا بها، أم إنها كانت جنينًا قُتِل عمدًا في مهده قبل أن يرى النور؟
يقدم إدغار موران في هذا الكتاب نظرته الذاتية عن القرن العشرين، ويولد مفاهيم جديدة لمصطلحات ظننا أننا نعرفها، مثل: الأزمة، والثورة، والتقدم، والحضارة، مستعينًا بخبرته التي اكتسبها من الأهوال التي عاصرها في الحربين العالميتين وفيتنام وكوبا والجزائر وغيرهم، مما انفردت به الساحة الدموية للقرن العشرين.
فهل هذه الإنسانية التي حلمنا بها، أم إنها كانت جنينًا قُتِل عمدًا في مهده قبل أن يرى النور؟
يقدم إدغار موران في هذا الكتاب نظرته الذاتية عن القرن العشرين، ويولد مفاهيم جديدة لمصطلحات ظننا أننا نعرفها، مثل: الأزمة، والثورة، والتقدم، والحضارة، مستعينًا بخبرته التي اكتسبها من الأهوال التي عاصرها في الحربين العالميتين وفيتنام وكوبا والجزائر وغيرهم، مما انفردت به الساحة الدموية للقرن العشرين.
مؤلف كتاب إلى أين يسير العالم؟
إدغار موران: ولد عام 1921م، وهو أحد الفلاسفة وعلماء الاجتماع في فرنسا، ومدير فخري للأبحاث بالمركز الوطني للأبحاث العلمية، وصاحب نظرية التعقيد واستراتيجية الفكر المركب، وأحد المنظرين للمقاربة العبرمناهجية، ويعتبر من أهم المحللين للفكر المعاصر ولتاريخ الثقافة الأوربية والعالمية.
حاز عدة جوائز من بينها دكتوراه فخرية في عديد من جامعات دول العالم وجائزة شارل فايون للكتاب. وله عديد من المؤلفات منها:
ثقافة أوروبا وبربريتها.
هل نسير إلى الهاوية.
الفكر والمستقبل مدخل إلى الفكر المركب.
عنف العالم مع جان بودريارد.
معلومات عن المترجم:
أحمد العلمي: أستاذ الفلسفة ورئيس قسمها في جامعة ابن طفيل في مدينة القنيطرة بالمغرب، وعضو هيئة تحرير مجلة مدارات فلسفية، له عديد من المؤلفات باللغتين العربية والفرنسية في مجال اختصاصه.