تشريح الهوية
تشريح الهوية
الهويات مثل البشر، تمتلك شخصيات وصفات ومعتقدات ورغبات، لذلك إذا أردت أن تبني علاقات جيدة بجمهورك، وتجعلهم يفضلونك على الآخرين، ويظلون أوفياء لك، فإنك تحتاج إلى ثلاث قواعد، القاعدة الأولى “نواة الهُوية” وتُعد الأساس الذي تُبنى عليه الهوية، لأنها تقودك إلى الطريق الصحيح، وتتكون من خمس خطوات، الخطوة الأولى “جوهر الهوية” وهي نقطة الانطلاق لمشروعك، والسبب الرئيس في وجوده، لذلك لا بد من شرحها في جمل بسيطة وواضحة، لأنها تمثل الشمَّاعة التي سوف تعلق عليها كل أفكارك، والدافع نحو تطوير هويتك الآن وفي المستقبل، والأساس الذي يمكِّنك من بناء جسور التواصل مع الآخرين وإنشاء شراكات معهم.
الخطوة الثانية “الرؤية” التي تصف التغيير الذي تريد أن تحدثه في العالم، وما تريد أن تفعله والغاية منه، فالناس لن يفضلوك على الآخرين، إلا إذا فهموا ما ترمي إليه، لذا فإن العمل على وضع رؤية واضحة أمر في غاية الأهمية، الخطوة الثالثة “الرسالة” التي تشرح ما تفعله لتحقيق رؤيتك للتغيير، والسبب من وراء تحقيقه، لذلك لا بد أن تتسم بالبساطة والوضوح وسهولة تذكرها، لأنها المصباح الذي ينير الطريق لك ولفريقك، وتجعل الآخرين يدعمونك في سعيك إلى التغيير، الخطوة الرابعة “القيم الجوهرية” فالشركات والمؤسسات تحتاج إلى قيم دقيقة وواضحة تكون مدفوعة بها، مثلها في ذلك مثل البشر لتوجيه التفكير والسلوك وتحقيق أفضل النتائج، الخطوة الخامسة “تحديد القيم” إذ يجب فلترة الكلام باكتشاف الأمور التي لا قيمة لها ولا تعبِّر عن قيمك الحقيقية، فإذا كانت قيمك لا تتسق مع أفعالك، فاعلم أنها ليست قيمك.
القاعدة الثانية “شخصية الهُوية” وهي التي تجعلك معروفًا، فالمؤسسات والشركات حالها حال الأشخاص تمتلك طباعًا وصفات محددة تترجمها الهوية إلى شخصية خارجية تعبر عما تكونه، ويمكن التعبير عن شخصية الهوية بالكلمات وهي الهوية اللغوية، أو الأمور المشاهدة وهي الهوية البصرية، ويمكن الجمع بينهما لخلق التواصل الذي يعبر عن صورة هُويتك وصوتها، ويتمثل ذلك في اللوجو ولونه وشكله، والهدف من ذلك أن تكون شخصية هويتك مشهورة وسهلة التذكُّر، القاعدة الثالثة “تفاعلات الهُوية” التي تهدف إلى خلق العلاقات بينك وبين الجمهور، فالطرائق المستخدمة في التفاعل مع الجمهور كعقد المؤتمرات والتواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي تشكل الأساليب التي من خلالها يكوّن الناس انطباعًا خاصًّا عنك، فيتجهون بتفكيرهم وإحساسهم نحوك، لأن هويتك أفعال وليست مجرَّد أقوال.
الفكرة من كتاب ابتكر هوية للتغيير: دليل لرياديي الأعمال الاجتماعيين والمغيرين والمنظمات غير الربحية والمبتكرين المشاكسينابتكر هوية للتغيير: دليل لرياديي الأعمال الاجتماعيين والمغيرين والمنظمات غير الربحية والمبتكرين المشاكسين
يلجأ الأشخاص والشركات إلى التسويق أو الحملات الإعلانية أو التأثير الاجتماعي، من أجل جذب الجمهور إلى الخدمة أو المنتج الذي يقدمونه، لكن في ظل تشابه السلع وقربها في الجودة، أصبحت هناك حاجة ملحة إلى عامل آخر يحقق الميزة التنافسية، وفي هذا الكاتب تستعرض الكاتبة مفهوة الهُوية، وتشرح كيفية بنائها وتطويرها للأشخاص والشركات والمشاكسين من صانعي التغيير.
مؤلف كتاب ابتكر هوية للتغيير: دليل لرياديي الأعمال الاجتماعيين والمغيرين والمنظمات غير الربحية والمبتكرين المشاكسينابتكر هوية للتغيير: دليل لرياديي الأعمال الاجتماعيين والمغيرين والمنظمات غير الربحية والمبتكرين المشاكسين
آن ميلتنبيرغ: درست التصميم في الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة، وفي بداية حياتها عملت مصممة لدى عدد من الوكالات العالمية، ثم مخططة استراتيجيات، ثم عملت مديرة إبداعية، ولديها خبرة لأكثر من 12 سنة مطوّرة هُويات في مناطق كثيرة حول العالم، وفي عام 2014م، أسَّست “ذا براندلينغ” من أجل التركيز حصرًا على الأفكار والمنتجات والخدمات المكرَّسة للتغيير المجتمعي والبيئي بواسطة التفكير في بناء الهُوية.