تشخيص الضغط
تشخيص الضغط
من الأهمية بمكان التنبُّه للأعراض المرضية للضغط سواء الموجودة فيك أو في المقربين ممن حولك. وتتوزَّع هذه الأعراض بين تغيرات عضوية ونفسية وذهنية وسلوكية واجتماعية، فمن الأعراض العضوية اختلال الشهية وجفاف الفم والحلق وأوجاع المعدة وضيق التنفس ورفرفة القلب وشحوب الوجه وكثرة الحركات اللاإرادية كدوران العين وقضم الأظافر، ومن العلامات النفسية والذهنية اضطرابات النوم ومشاعر الانقباض والكآبة وسرعة الانفعال أو الضحك الهستيري والنسيان وضعف الانتباه وتجمد التفكير والشعور بالذنب والتهويل، ومن التغيرات السلوكية كثرة الحوادث والتغيب عن العمل وتناول المهدئات أو التدخين والميل إلى العنف والهروب من المسؤولية وسوء استغلال الوقت، ومن العلامات الاجتماعية الاندفاع وقلة التفاعل مع الآخرين أو التسلُّط عليهم والاندفاع.
يندر أن تجتمع كل الأعراض في شخص واحد، ولكن يشيع بعضها أكثر حسب طبيعة الضغوط والشخص المعرض لها، وتتناسب طرديًّا مع شدة الضغط، وتؤثر في مقاومة الجسم للأمراض بسبب زيادة إفراز هرمون التوتر (الكورتيزون) المثبِّط للمناعة، لذا تكثر نزلات البرد أوقات الضغط، كما أن التعرض المستمر للأمراض يُضعف الصحة النفسية والبدنية بدايةً من نزلات البرد مرورًا بالقلق والاكتئاب انتهاءً بأمراض القلب والموت المفاجئ، وليس البالغون فقط من يتعرضون للضغوط، بل ينال الأطفال نصيبهم منها وتترك فيهم آثارًا كامنة لا تظهر إلا في مرحلة النضج.
وضع راهي وهولمز مقياس “أحداث الحياة” لقياس شدة الضغط، ويتمثل في أسئلة لفظية تعتمد على أن أحداث الحياة وتقلُّباتها -سواء سلبية أو إيجابية- تمثل صغوطًا على الفرد فتجعله عُرضة للأمراض، ويتكون من ٤٢ تغيرًا منها: وفاة عزيز، أو زواج، أو طلاق، أو وظيفة جديدة أو ترقية، أو صراعات عمل، أو إدمان، أو إصابة بمرض مزمن أو خبيث، وتتفاوت درجة كل حدث حسب شدته، فأعلاها وفاة الزوج أو الزوجة (١٠٠ درجة)، وأدناها قضاء الإجازة السنوية (١٣ درجة)، فتجميع ١٥٠ نقطة خلال ١٢ شهرًا ينبئ باحتمالية الإصابة بالمرض، و٨٠٪ من الحاصلين على ٣٠٠ درجة فأكثر معرضون للإصابة بالمرض، مع مراعاة الفوارق الفردية الأخرى.
الفكرة من كتاب السعادة في عالم مشحون بالتوتر وضغوط الحياة
نواجه في حياتنا اليومية الكثير والكثير من الضغوط والقلاقل والمنغِّصات والخبرات السيئة التي تسلبنا الراحة والطمأنينة، وتتغذى على اتزاننا النفسي وصحتنا البدنية والعقلية وتؤثر بالسلب في وظائفنا المهنية وأدوارنا الاجتماعية، والأهم من ذلك أنها تحرمنا الشعور بالسعادة والاستمتاع بالحياة والرضا عنها، وقديمًا قال الشاعر العربي: “كلُّ ابنِ همٍّ بليةٌ عمياءُ”.. ويقدم لنا الدكتور عبد الستار إبراهيم -بخبرته الطويلة- توصيفًا لمشكلات القلق والاكتئاب والانزواء على الذات واضطراب العلاقات الاجتماعية، ويطرح أساليب مُجَرَّبة لتحسين حياتنا ومواجهة مشاكلها ومنغصاتها لفتح النوافذ أمام نسمات السكينة والاطمئنان والسعادة.
مؤلف كتاب السعادة في عالم مشحون بالتوتر وضغوط الحياة
الدكتور عبد الستار إبراهيم: أستاذ العلوم النفسية واستشاري الصحة النفسية والعلاج النفسي بالمركز الطبي التابع لجامعة الملك فهد، وزميل بكثير من الجمعيات العلمية العالمية في علم النفس والصحة النفسية كالجمعية النفسية الأمريكية، وأكاديمية العلوم والفنون والآداب بولاية ميشجان، وجمعية الصحة العقلية التابعة لمنظمة الصحة الدولية، وقد وُلِد في قرية الزينية بالأقصر، وتخرج في قسم علم النفس بكلية الآداب جامعة عين شمس ١٩٦٢، ونال الدكتوراه في علم النفس من جامعة القاهرة ١٩٧٢، ونشر كثيرًا من الكتب والأبحاث الجامعية والثقافية وعلم النفس والعلاج النفسي للقارئ العام والمتخصص، ومُنِح كثيرًا من الجوائز التقديرية والشرفية من مؤسسات أمريكية وبريطانية.
من مؤلفاته:
– القلق قيود من الوهم.
– الحكمة الضائعة.. الإبداع والاضطراب النفسي والمجتمع.