تشخيص الحالة
تشخيص الحالة
يشترك في عملية الابتزاز العاطفي طرفان؛ أحدهما يكون المبتز والآخر يكون الضحية، وتتميَّز هذه العملية بالغموض؛ حيث يرسل بعض المبتزين بإشارات مختلطة، أي يتصرفون أحيانًا بلطف وأحيانًا يلجؤون إلى الابتزاز، وهذا يجعل من الصعب اكتشاف هذا التلاعب، بجانب حدوثه في علاقة الغالب عليها الكثير من الأمور الجيدة الإيجابية، فتطغى ذكريات التجارب الإيجابية على الشعور المتقطِّع الذي ينتابك بأن هناك شيئًا ليس على ما يرام، وهناك بالفعل مبتزون واضحون يهدِّدون تهديدًا مباشرًا ومستمرًّا بما سوف يحدث إذا لم تستجب لرغباتهم، كمثل هذا القول: “إذا تركتني، فلن ترى أطفالك مرة أخرى أبدًا”.
ويجب أن يحتوي التصرف عناصر معينة قبل أن يُحكم عليه باعتباره ابتزازًا عاطفيًّا، ويمكن إجراء تشخيص من خلال فحص هذه الأعراض، وأول هذه الأعراض هي الطلب؛ حيث لا يُصرِّح المبتزون بما يريدونه، بل يجعلونك تستنتج ذلك، أو يعرضون طلبهم في صورة اقتراح، ولكنه سرعان ما يبدو وكأنهم عازمون على نيل وتحقيق هذا، وغير راغبين في مناقشته أو تغييره، وثاني هذه الأعراض ردَّة الفعل الناتجة عن التصرف الأول، وهي مقاومة الضحية للطلب وتوصيل رسالة واضحة بالرفض، لكن المبتزَّ لا يحاول فهم مشاعرها، بل يضغط عليها لتغيير رأيها، ويكون هذا الضغط متخفيًا في ثنايا عبارات طيبة رومانسية، تتحوَّل فيما بعد إلى محاضرات، وإذا استمرت الضحية في المقاومة يلجأ المبتز إلى التهديد بالألم والتعاسة، كقوله: “إذا لم تقومي بهذا الفعل بغض النظر عن كل ما يعنيه أحدنا للآخر، فربما قد حان الوقت لإعادة النظر في علاقتنا”، أو يخبرها بمدى المعاناة التي تسبَّبت فيها له.
وفي أغلب الأوقات تتوقَّف الضحية عن المقاومة، وتستجيب لرغباته، فيتوقَّف هو عن الضغط مؤقتًا، وتبقى هي غير راضية عن الطريقة التي سارت عليها الأمور، ولكنها تشعر بارتياح بسبب تخلُّصها من الضغط، ومن ثم يتبنَّى الطرفان أسلوبي الضغط والاستسلام هذا طوال حياتهما.
الفكرة من كتاب الابتزاز العاطفي؛ حينما يستخدم من حولك الخوف، والإلزام، والشعور بالذنب للتلاعب بك
لا يسلم أحد من الابتزاز العاطفي؛ فهي لعبة يتشارك فيها طرفان، أحدهما المبتز عاطفيًّا والآخر المستهدَف، وعلى الرغم من حدة المشاعر المصاحبة له، فإنك غالبًا لا تشعر بوجوده، لكن توضِّح الكاتبة هنا ماهية الابتزاز العاطفي، وتحلِّل نفسية صاحبه، وكيفية وضع الخطة للتخلُّص منه، وتحطيمه إلى الأبد.
مؤلف كتاب الابتزاز العاطفي؛ حينما يستخدم من حولك الخوف، والإلزام، والشعور بالذنب للتلاعب بك
سوزان فوروارد: تعيش في لوس أنجلوس، كاليفورنيا، ومحاضرة، ومؤلفة، وأخصائية علاج، ولها العديد من المؤلفات المشهورة عالميًّا، منها:
50 Psychology Classics.
Men Who Hate Women and the Women Who Love Them.
Mothers Who Can’t Love.
الأسر المسمَّمة.
التفكير الإيجابي.