
تشجيع
لا شك أن تشجيع الطفل وتقديره يدفعه إلى إنجاز مهامه الدراسية، والسبيل إلى تشجيع مناسب يبدأ بحُسن التواصل، واللوم والسخرية والأوامر تشعر الطفل بأنه لا يفلح في شيء وتفقده احترامه وتقديره لنفسه، وتشعره بالظلم وبأن من حوله يكرهونه، وربما يتمسك بموقفه أو يهاجم نقاط ضعف الكبار فيقول في نفسه مثلًا “لمَ تطلب مني أمي التنظيف وهي لا تهتم بالنظافة؟!”.

وعلى العكس، التشجيع هو الذي يبني احترام الطفل لنفسه وتقديره لها، فعلى الآباء أن يركزوا على تقدم أطفالهم وإن كان طفيفًا وتصرفاتهم الجيدة أكثر من السيئة، ويمنحوهم الأمل بعبارات مثل “أثق أنك تستطيع فعل هذا”، وألا يكيلوا بمكيالين فيطلبوا من الطفل الترتيب والتنظيم وأغراضهم مبعثرة دائمًا، وتوجيه الأطفال لحل مشكلاتهم باقتراحات، لا بالتدخل وحلها بدلًا منهم، ولنوكل إلى أبنائنا مهمات مناسبة في المنزل، ولنشعرهم بأن لهم مكانة مهمة في المنزل، وأنهم أشخاص جيدون ذوو قيمة. وربما يخاف بعض الآباء أن يجعل المدحُ أبناءهم مغرورين، لكن ذلك يحدث عند المبالغة، علينا أن نمدح الأبناء بقدر مناسب، ونمدح تصرفاتهم الجيدة، لا شخصياتهم بشكلٍ مطلق، ونمدح تقدمهم البسيط، ونتخير أسلوبًا مناسبًا لسِنهم، وأن يكون المدح مع حب غير مشروط، فلا نربط حبنا لأبنائنا بتصرفات معينة.
والمكافآت مهمة لتشجيع الأطفال وترسيخ سلوكياتهم الجيدة، وكي نُحسن اختيار المكافآت علينا أن نفهم ظروف الطفل ونعرف ما يحب أن يشتريه، وما يحب أن يمارسه من أنشطة مع العائلة والأصدقاء، ونقسم المكافآت يومية وأسبوعية وشهرية، وننوع ونجدد، ولا بد من مكافآت فورية خصوصًا في السن الصغيرة، وعلينا أن نرفع مستوى ما نطلبه من أطفالنا تدريجيًّا ونصبر عليهم، فلا نكلفهم فوق طاقتهم، لكن لا نتنازل عن المعايير التي حددناها إن لم يصلوا إليها سريعًا، ونلغي المكافآت اليومية تدريجيًّا عندما نرسخ عادة جديدة ونستبدل بها مكافآت أكبر على فترات أبعد، مع الحفاظ على تشجيعٍ ومدح، ومشاركة الطفل في اختيار المكافآت والعقوبات يمكن أن يكون نافعًا.
الفكرة من كتاب كيف تجعل أبناءك يحبون الدراسة؟
كثيرًا ما يشتكي الآباء كره أبنائهم للدراسة أو بُطأهم في الاستيعاب وحل الواجبات، لكن الأمر لا يكون وليد اللحظة، بل إن مشكلات الطفل مع الدراسة قد تبدأ منذ مولده أو حتى قبله في أثناء حمل الأم. لوم الطفل الآن لن يجدي، بل ينبغي فهم جذور المشكلة وحلها، والوقاية منها بحسن تنشئة الأبناء قبل دخولهم المدرسة، واتباع أساليب تربوية جيدة يبينها لنا الكتاب، ليس فقط ليحب أبناؤنا الدراسة ويتفوقوا ويتغلبوا على ضغط الامتحانات، بل لينجحوا أيضًا في جوانب مختلفة من حياتهم.
مؤلف كتاب كيف تجعل أبناءك يحبون الدراسة؟
يانج شيا: أستاذة مساعدة بجامعة العلوم الطبية الصينية، تخرجت في قسم علم النفس بجامعة بكين سنة 1986، وهي عضوة في جمعية الصحة النفسية الصينية، وعضوة دائمة في جمعية الطب النفسي للأطفال ببكين، ومديرة مركز تشي دي للاستشارات النفسية ببكين، ومديرة جمعية الاختصاصيين النفسيين ببكين، وعضوة مجلس إدارة جمعية الصحة النفسية ببكين، وتعمل خبيرة نفسية في عدد من البرامج التربوية في قنوات التليفزيون الصينية.
معلومات عن المترجمة:
مي حاتم عاشور: حصلت على ليسانس آداب قسم اللغة الصينية من جامعة القاهرة عام 2008، وشاركت في ترجمة كتاب “قطوف من الحكمة الصينية”.