تسويق التميُّز والشهرة
تسويق التميُّز والشهرة
حتى يتسنَّى لك أن تبني لنفسك الشهرة التي تحتاجها لضمان نجاحك عن طريق التسويق الفعّال، لا بد أن تتخلَّص من بعض الحواجز الفكرية التي تعوق نجاحك، مثل أن تعتقد أنك لستَ قادرًا على تمويل النشاطات التسويقية الناجعة، وهذا رأي خاطئ، سببه سيل الدعايات الاستهلاكية المكلِّفة والباهظة في محطات الإذاعة والتلفزيون والصحف والمجلات، فإذا ذُكر التسويق يجول في رأس المرء آليًّا فواصل الإعلانات تلك، ما يؤدي إلى استبعاد أصحاب الشركات الناشئة والأعمال الحرة فكرة التسويق المنجهي كليًّا من مخطَّطاتهم، بينما في الواقع هناك العديد من إمكانات التسويق المناسبة وغير المكلِّفة، إذ يمكنك بدلًا من تجنيد المال، أن تقوم بتجنيد أفكارك الخلَّاقة والتحلِّي بشيء من الجرأة والتصميم.
فإحدى مدرِّبات الرشاقة وخبيرات التغذية، التي تعمل بشكل حُر، قامت بالتسويق لنفسها عن طريق التردُّد على ورش العمل والمؤتمرات المختلفة، وأقنعت القائمين عليها أن يتم إدخال استراحة تنشيطية في برامجهم، إذ تقدِّم للمشتركين المتعبين من كثرة الجلوس إمكانية المشاركة في تمارين رياضية منشِّطة لمدة عشر دقائق، وهذا ضمن لها الشهرة، واستقطبت طريقتها العملاء لزيارة ورش العمل المأجورة التي تنظمها والاستفادة من خبراتها الاستشارية، إذ إن هذا النوع من التسويق لم يكلِّف هذه السيدة أي مال، بل احتاج منها فقط إلى الثقة بالنفس وفن الإقناع.
كما لا ينبغي على المرء أن يقول إنه ليس لديه الوقت الكافي للقيام بعمليات التسويق، فمن الآن وصاعدًا يجب أن يكون التسويق جزءًا من أعمالك، فأصحاب الشركات الشهيرة يجدون الوقت للعب الجولف رغم مواعيدهم المكتظَّة، فالتسويق هو الذي يحدد طريق النجاح المستقبلي لشركتك، وبالتالي يستحق استثمار بعض وقتك في التخطيط له وتنفيذه، ولا تقل إنك جرَّبت كل أنواع التسويق ولم تُجدِ نفعًا، فتلك مقولة يردِّدها الفاشلون فقط، الذين يغيِّرون خططهم باستمرار دون أن تثبت نجاحها أو فشلها بعد، ما يشبه الذين يجرِّبون وصفات تخفيض الوزن لمدة أسبوع فقط، ويغيِّرونها عندما تعترضهم وصفة جديدة تعِد بنجاح أكبر وأسهل، وفي الواقع فإن أي عمل تسويقي مهما كان نوعه، يجب أن يمتد لفترة من الوقت حتى يظهر مفعوله، كما يجب أن تعلم أنه لا توجد شهرة في غياب الشجاعة، وتلك ليست دعوة للتفكير الإيجابي القائل إنه لا يوجد مستحيل، بل الأمر متعلِّق بالهروب من كل ما نراه صعبًا بوضعنا للعراقيل، فنظن بالخطأ أنه فوق طاقتنا.
الفكرة من كتاب التسويق.. لأصحاب الشركات الصغيرة والأعمال الحرَّة
يوضِّح الكاتب أن كثيرًا من الشركات الفتيَّة والصغيرة وأصحاب الأعمال الحرَّة يتجاهلون أهمية ودور التسويق كوسيلة لنجاحهم في السوق وإيجاد موطئ قدم لهم، لأنهم يعتقدون أن التسويق يحتاج إلى أموال كثيرة، وبالتالي يبيِّن المؤلف أن هذا اعتقاد خاطئ لأن التسويق أصبح جزءًا لا يتجزَّأ من أعمال الشركات سواء كانت كبيرة أو صغيرة، وأن هذه الشركات الناشئة تستطيع أن تقوم بعملية تسويقية لا تحتاج إلى الأموال وحسب، بل تحتاج إلى الأفكارالخلَّاقة والجرأة والتصميم، وتحقيق الشهرة والتميُّز في المقام الأوَّل، وبناء جسور من الثقة بين الشركة والعميل، عن طريق عملية تسويقية منهجية شاملة ومستمرة.
مؤلف كتاب التسويق.. لأصحاب الشركات الصغيرة والأعمال الحرَّة
توماس غريبر: درس علم الاقتصاد وإدارة الشركات الصغيرة في جامعة نيويورك، وهو خبير استشاري لشؤون الشركات في زيوريخ، كما عمل لمدة ثماني سنوات مديرًا وخبيرًا في مجال الإدارة في نيويورك، وأسهم خلالها في مساعدة العديد من الشركات على الخروج من أزماتها الحادة والنهوض من جديد.
معلومات عن المترجمين:
الدكتور هاني صالح، والدكتور عمار قسيس.