تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل
تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل
إن حسن الخلق لا يتوقَّف على كف الأذى عن الزوجة فحسب، بل يمتد إلى احتمال الأذى منها، يقول الإمام الغزالي: “واعلم أنه ليس حسن الخلق معها كف الأذى عنها، بل احتمال الأذى منها، والحلم عند طيشها وغضبها، اقتداءً برسول الله، فقد كانت زوجاته يراجعنه الكلام، وتهجره الواحدة منهن يومًا إلى الليل”.
فإذا كان حسن الخلق لا يتوقَّف على كف الأذى فحسب بل يمتد إلى احتمال الأذى منها، فكيف الحال بالزوج الذي يتعنَّت مع زوجته عند تفوُّهها بأي كلمة لا تروقه؟ انظر إلى تعامل النبي (صلى الله عليه وسلم) مع السيدة عائشة حين كسرت صحفة الطعام التي أرسلتها زوجة أخرى من زوجات الرسول، لم يغضب أو يعنفها، بل تعامل معها بطريقة تتناسب مع طبيعتها فقال بكل بساطة: “غارت أمكم”، ثم مر الموقف بسلام!
وقد يستاء الزوج أحيانًا من بعض عيوب زوجته ويتملَّكه الغضب أكثر لأنها لم تغير في نفسها هذه الصفة، وبعض الرجال ينتظرون من المرأة أن تكون مثالية بلا عيوب ولا نقيصة وهو أمر محال، فما من إنسان يخلو من العيوب، فهل سألت زوجتك عن العيوب التي تضايقها منك؟ بلا شك ستجد أن لديك كثيرًا من العيوب التي تتحملها هي أيضًا منك، إذن أنت لست مثاليًّا حتى تطلب منها أن تكون مثالية بلا عيوب وعليك أن تتقبَّلها وتنظر إلى المزايا الأخرى التي تتمتع بها زوجتك، لذلك كان توجيه النبي (صلى الله عليه وسلم): “لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقًا، رضي منها آخر”، فمثلًا إن كانت زوجتك لا تحسن إدارة شؤون المنزل لأنها حديثة عهد بالزواج، فمع الوقت ستتعلم، وإذا ما نظرت إلى بقية صفاتها قد يسعدك منها حفظك في حضورك وغيابك، ومهارتها الرائعة في حسن التبعُّل لك، وحبها الشديد لك.
الفكرة من كتاب ما لا يدركه الرجال وتحتاجه النساء
إن السعادة الزوجية كالعملة لها وجهان، وجه يمثله الزوج ووجه تمثله الزوجة، فماذا إذا كان أحد وجهي هذه العملة براقًا ساطعًا، بينما كان الوجه الآخر قاتمًا وعابسًا أو كان مشوَّهًا، هل ستصبح هذه العملة ذات قيمة؟ هل بإمكان السعادة أن ترفرف في سماء أسرة يقوم أحد طرفيها بغزل خيوط السعادة، بينما يقوم الطرف الآخر بتمزيق تلك الخيوط كلما نسجت؟ لذلك جاء هذا الكتاب كمحاولة لكشف اللثام عن الأسباب التي تجعل كثيرًا من البيوت في حالة من الفتور والجمود.
في هذا الملخص سنفتح لك صفحات كتاب قلوب وعقول النساء؛ لتقرأ سطورها بعمق، وتتسلل إلى أسرارها برفق، وتكتشف خبايا تفكير النساء وطبيعة مشاعرهن!
مؤلف كتاب ما لا يدركه الرجال وتحتاجه النساء
الدكتورة رضا الجنيدي: كاتبة ومتخصصة في مجال الأسرة وداعية إسلامية، حاصلة على ليسانس آداب قسم علم نفس، ودبلومة دراسات إسلامية، مدربة معتمدة من جامعة القاهرة والمركز الكندي لإبراهيم الفقي، لها العديد من المقالات المنشورة والمؤلفات في المجال الأسري والدعوي، مثل: “بارقة أمل”، و”زوجات في مهب الريح”، و”إطلالة على اسم الله الفتاح”، و”إطلالة على اسم الله الجبار”.
ومن المقالات: “كن أبًا ديكتاتوريًّا وافتخر بإنجازاتك”، و”أمواج الابتلاءات تصنعك”، و”إنجازات بسيطة لحياة سعيدة”.