تركي بن عبد الله وقيام الدولة السعودية الثانية
تركي بن عبد الله وقيام الدولة السعودية الثانية
لم يقف تركي بن عبد الله آل سعود مكتوف اليدين أمام الخيانة التي ارتكبها محمد بن معمر بحق مشاري بن سعود، بل اتخذ تركي إجراءات فورية، إذ غادر بلدته وانضم إلى أنصاره في بلدة ضرما لقيادة هجوم مفاجئ على الدرعية، تمكن بعده من أسر محمد بن عمرو واستولى على الرياض، وجعلها مركزًا لنشاطه.
ولم يمضِ وقت طويل حتى أرسل محمد علي حاكم مصر تعزيزات لقمع الحركة السعودية الجديدة، بقيادة حسين بك، وتوجهوا نحو الرياض، وفي أثناء الحصار، نجح تركي في التسلل خارج المدينة وتوجه جنوبًا إلى نجد.
وفي شهر رمضان من سنة 1238 هـ، استأنف تركي نشاطه لطرد القوات الغازية من نجد وتوحيد المنطقة، وبعد النجاح في معاركه، استقر في “عِرقة” بالقرب من الرياض.
وفي عام 1240 هـ، بايع أمير عنيزة -يحيى بن سُلَيم- تركي على السمع والطاعة، واستولى تركي على الرياض في بداية العام نفسه، وأصبحت الرياض مركزًا للحكم السعودي، ولم يمر عامان على ذلك حتى بايعته البلدان النجدية كلها.
ثم عاد فيصل بن تركي إلى نجد ليكون الساعد الأيمن لأبيه في توسيع نفوذ الدولة، وبحلول عام 1242 هـ، وقعت أول مناوشة بين الإمام تركي بن عبد الله وزعماء بني خالد.
بعد هذه الحادثة، انضم محمد بن عُريعَر وأخوه ماجد وقبائل أخرى إلى نجد، حيث أمر الإمام تركي ابنه فيصل بقيادة القوات بصد الزعيمين الخالديين وأتباعهما، وعند وصولهم إلى ميدان المعركة، فشل محمد بن عُريعَر وأتباعه واستسلموا، وعُرفت المعركة باسم “السَّبِيَّة”.
بعد ذلك، دعا تركي كبار أهل الأحساء للمبايعة، وقبلوا ذلك ودخل الإمام وابنه الأحساء دون مقاومة، وبهذا خرجت الأحساء من حكم بني خالد وانضمت إلى الدولة السعودية مرة أخرى.
الفكرة من كتاب تاريخ المملكة العربية السعودية: الجزء الأول
اعتاد الباحثون والمؤرخون الذين يدرسون تاريخ المملكة العربية السعودية تقسيم تاريخها ثلاث فترات رئيسة، تبدأ الأولى بمبايعة الشيخ محمد بن عبد الوهاب للأمير محمد بن سعود في عام 1744م، وتنتهي باستسلام الإمام عبد الله بن سعود لإبراهيم باشا في عام 1818م، وتُعرف هذه الفترة بـ”الدولة السعودية الأولى”.
أما الفترة الثانية فتبدأ مع نجاح الإمام تركي بن عبد الله في طرد جنود الحامية التابعة لمحمد علي من نجد في عام 1824م، وتنتهي بانتصار الأمير محمد بن رشيد على الإمام عبد الرحمن بن فيصل في عام 1891م، وتُعرف هذه الفترة بـ “الدولة السعودية الثانية”. هاتان الفترتان تشكلان محور البحث والدراسة في الجزء الأول من تاريخ المملكة العربية السعودية.
أما الفترة الثالثة، التي تبدأ باستيلاء عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود على الرياض سنة 1902م، وتُعرف بالدولة السعودية الثالثة، فهي محور حديث الجزء الثاني من هذا الكتاب.
مؤلف كتاب تاريخ المملكة العربية السعودية: الجزء الأول
عبد الله الصالح العثيمين: مؤرخ سعودي وُلد عام 1355هـ الموافق 1936م في عنيزة بالمملكة العربية السعودية حيث تلقى تعليمه الأولي، تخرج في قسم التاريخ بجامعة الملك سعود بالرياض، ثم حصل على الدكتوراه من جامعة أدنبرة سنة 1972م، وعمل في جامعة الملك سعود عضوًا في هيئة التدريس بقسم التاريخ، وأمضى شطرًا كبيرًا من حياته في السلك الأكاديمي حتى وافته المنية سنة 1347هـ الموافق 2016م، وصُلي عليه في مسجد الراجحي.
اهتم -رحمه الله- بالأدب والتاريخ وله فيهما عدة مؤلفات منها:
عودة الغائب.
نشأة إمارة آل رشيد.
الشيخ محمد بن عبد الوهاب: حياته وفكره.