ترامب.. المرشح الأسوأ
ترامب.. المرشح الأسوأ
غالبًا ما يكرس المرشحون الرئاسيون حياتهم المهنية للإعداد لهذا المنصب الكبير وحشد الحلفاء والمؤيدين لضمان نجاحهم في السباق الرئاسي، أما ترامب الذي وُصف بأنه أسوأ مرشح في تاريخ السياسة الحديثة، فقد كان المرشح الوحيد الذي لم يلتزم بتوجُّه سياسي معين ولم يكن جزءًا من أي منظمة أو حزب، فتارةً يكون جمهوريًّا وتارةً مستقلًّا ثم فجأة يصبح ديمقراطيًّا، ذا خلفية أخلاقية سيئة وغير منضبط ولا يتقيد باللياقات السياسية، لم يتقن في حياته سوى الصفقات العقارية وتشييد الأبنية، ولا يفقه شيئًا في السياسة أو الدستور، بجانب عدم امتلاكه أي علاقاتٍ أو مؤيدين سياسيين.
لقد اتفق الجميع على أنه لا ينبغي له تولي الرئاسة، خصوصًا بعد فضيحة “بِيلِي بُوشْ”، حينما استُضيف ترامب في برنامج على شاشة إن. بي. سي، وامتلأ حديثه بعباراتٍ تشجع على التحرش الجنسي بالنساء، ثم ضغطت عليه اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري للانسحاب من الانتخابات بعد فضيحة التسريبات الروسية.
يُضاف إلى ذلك أن حملته الانتخابية كانت كارثية وغير منظمة، إذ استمر ترامب في إهانة مديري حملته وطردهم، منهم “رُوجِيرْ سْتُونْ” و”كُورِي لِيفَانْدُوفِسْكِي” و”بُولْ مَانَافُورْت”، وخلال تخلفه عن “هيلاري كلينتون” في السباق الرئاسي بفارق (١٢: ١٧ نقطة)، قرر الملياردير اليميني “بُوْبْ مِيرْسَر” أن يدعمه بمبلغ (٥ ملايين) دولار أميركي، مقابل تسهيل مصالحه وحماية استثماراته داخل الحكومة، ثم أسند مِيرْسَر إدارة الحملة إلى “سْتِيفْ بَانُونْ” و”كِيلْيَانْ كُونُوَاي”، واتخذوا “برج ترامب” مقرًّا له كي تكون إشارة إلى أنه الأقوى والأغنى من أعضاء النظام الحالي، وبعد فوزه تحول هذا البرج إلى مركز لتشكيل الحكومة وتوزيع المناصب على أعضاء الحملة وتعيين طاقم الرئيس داخل البيت الأبيض.
الفكرة من كتاب نار وغضب: البيت الأبيض في عهد ترامب
عندما ترشح “دونالد ترامب” لرئاسة أمريكا، لم يتخيل أي شخصٍ أن بإمكانه الانتصار في ذلك السباق الرئاسي، لكن على غير المتوقع، وفي ٢٠ يناير ٢٠١٧، استطاع ترامب الفوز بلقب الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية، ومنذ اللحظة الأولى لتوليه زمام السلطة، عاشت أمريكا عاصفةً سياسية لا تقل غرابةً عن فضيحة ووترجيت.
فبجانب شهرة تْرَامْب بسلوكه السيئ والمتعسف، وعدم امتلاكه أي مبادئ أو قناعاتٍ سياسية، لم تخلُ فترة حكمه من الفوضى السياسية والقرارات الخاطئة والتصرفات الشائنة، بالإضافة إلى الفضائح والمعلومات المسرَّبة التي تدينه وأسرته وكبار موظفيه.
وهذا الكتاب هو حصيلة عدة مقابلات وحوارات أجراها الكاتب مع الرئيس وكبار الموظفين وغيرهم، داخل الجناح الغربي في البيت الأبيض، وقد سعى من خلاله إلى تسليط الضوء على طبيعة الحياة الفريدة داخل البيت الأبيض، ودور آل ترامب في تسيير أمور الحكم، كذلك يروي الأحداث والصراعات والمواقف العصيبة التي وقعت خلال ١٨ شهرًا منذ تولى “دونالد ترامب” رئاسة أمريكا، ويذكر أبرز الشخصيات التي انضمت للطاقم الرئاسي وتحملت أعباء العمل مع ترامب.
مؤلف كتاب نار وغضب: البيت الأبيض في عهد ترامب
مايكل وولف: مؤلف وصحفي أمريكي، حاصل على جوائز تقديرية في الصحافة، عمل محررًا في مجلة “أدويك”، وحاليًّا ينشر مقالاته في عدة صحف أبرزها صحيفة “يو. إس. إيه. توداي الأمريكية”، “هوليوود ريبورتر الأمريكية”، والنسخة البريطانية من مجلة “جي كيو”، بالإضافة إلى مشاركته في تأسيس موقع “نيوز” الإخباري، له عدة مؤلفات منها:
الحصار: ترامب تحت القصف.
The Man Who Owns the News: Inside the Secret World of “Rupert Murdoch”
Landslide: The final days of the Trump Presidency