تداعيات استخدام شبكات التواصل الاجتماعي
تداعيات استخدام شبكات التواصل الاجتماعي
إن تزايد استخدام الشبكات الاجتماعية -سواء عبر مواقع الإنترنت أو تطبيقات الهواتف المحمولة- أسفر عن تداعيات عديدة على المواطنين والدول والشبكات الاجتماعية ذاتها، ومن بين أهم هذه التداعيات نذكر:
أولًا: انتهاء فترة الخصوصية؛ أصبحت البيانات الشخصية والدقيقة متاحة ومكشوفة، وأصبحت حياة الأشخاص موثقة عبر حساباتهم على الشبكات الاجتماعية، بحيث يصبح كل ما يشاركه الفرد مع أصدقائه أو الصفحات التي يشترك فيها محل نقاش جماعي.
ثانيًا: تزايد سيطرة الدول؛ كشفت تسريبات “سْنُودِن” عن الدور الذي لعبته الحكومة الأمريكية في التجسس على الأفراد في جميع أنحاء العالم، كما أن معظم الدول تميل إلى مراقبة شبكاتها الاجتماعية بعد دورها في الثورات العربية، وتنشئ بعض الدول كتائب إلكترونية لنشر رسائل وأفكار تدعم نظامها السياسي.
ثالثًا: الاحتجاج الإلكتروني والمظاهرات الافتراضية؛ تُستخدم الشبكات الاجتماعية في الاحتجاج الإلكتروني وسيلةً للتعبئة والحشد للاحتجاج على سياسات أو خدمات مدنية، وتعمل الحملات الإلكترونية على عرض مطالب المواطنين لزيادة الترويج الإلكتروني.
رابعًا: مؤشر إلى حالة سوق العمل والرضا الوظيفي، فمن المتوقع أن تؤثر الشبكات المهنية الجديدة بشكل مباشر في سوق العمل، فستحل الصفحات الشخصية محل السير الذاتية التقليدية على مواقع مثل LinkedIn، ويتمكن الخبراء والمتخصصون من العثور على وظائف جديدة وتحقيق التواصل الفعال عبر مواقع، مثل: Hirepurpose وHealthtap وSermo وAcademia وResearchgate.
أما بالنسبة إلى تطبيقات الهواتف، مثل واتس آب وفايبر ولاين وغيرها من التطبيقات التي تعتمد على أرقام الهاتف المحمول، فقد بدأت تظهر بعض المخاوف الأمنية تجاهها، تتمثل في احتمالية استخدامها من قبل الجماعات المتطرفة في التواصل في ما بينهم لتحقيق أهدافهم، ومخاوف أمنية أخرى تتعلق بانعدام خصوصية المستخدمين، من خلال الوصول إلى بياناتهم الشخصية وسرقتها لتحقيق مكاسب مادية.
الفكرة من كتاب حروب مواقع التواصل الاجتماعي
استطاع الإنسان عبر العصور استغلال البيئة من حوله وفرض نفوذه عليها، بدءًا من الأرض أو الإقليم البري، مرورًا بالبحر أو الإقليم البحري، ومع التطور التكنولوجي، تمكن الإنسان من استغلال بيئة طبيعية أخرى وهي الجو أو الإقليم الجوي، ومع القفزة التكنولوجية المذهلة في عالم الطيران والصواريخ، أمكن استغلال بيئة طبيعية جديدة وهي الفضاء الخارجي.
وبظهور الإنترنت وبزوغ عصر المعلومات، ظهرت لدينا بيئة جديدة وهي الفضاء الإلكتروني، ولكنها تختلف عن سابقتها في أنها ليست طبيعية، بل هي بيئة من صنع الإنسان، ولكنها تتمتع بخصائص تميزها، كسهولة استخدامها وانخفاض تكلفتها، فمن يمتلك آليات توظيف هذه البيئة الإلكترونية الجديدة سيصبح الأكثر قدرة على التأثير في سلوك المستخدمين لتلك البيئة.
وفي هذا الكتاب، سنتناول الإجابة على بعض الأسئلة التحليلية، مثل: ما هو الفضاء الإلكتروني؟ وكيف أثر ذلك المفهوم في تحولات القوة وأشكال الحروب بين الدول؟ وما أدوات القتال في تلك الحروب؟ وما معايير الانتصار؟ وكيف يمكن لدولة أن تتعامل معها؟
مؤلف كتاب حروب مواقع التواصل الاجتماعي
إيهاب خليفة: هو رئيس قسم التطورات التكنولوجية بمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة في أبو ظبي، وباحث دكتوراه في إدارة المدن الذكية، وباحث سابق بمجلس الوزراء المصري.
تخرج في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة عام 2009م، ونُشر له عديد من الأبحاث العلمية باللغتين العربية والإنجليزية، حول الحروب السيبرانية، والتهديدات والتحديات الناجمة عن الاعتماد المتزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
نُشر له كتابان آخران هما:
القوة الإلكترونية، كيف يمكن للدول أن تدير شؤونها في عصر الإنترنت؟
مُجتمع ما بعد المعلومات.