تخريب الذات، ما هو؟ وكيف نكف عنه؟
أكيد قبل كدا، مريت بموقف قلت فيه لنفسك (هو أنا عملت ليه كدا).
زي ما تكون بتعاند نفسك، أو عاوز تأذيها.
أو بتقوم بسلوك ملوش لزمة، أو تتصرف بطريقة سيئة.
التصرف دا، اسمه (تخريب الذات).
وهو..
(أي تصرف أو سلوك يهدف لخلق المشاكل ومعاكسة الأهداف طويلة الأمد).
زي التسويف مثلًا، والإدمان، وتناول الطعام بشكل مفرط، وإيذاء الجسد، وحتى المقارنة واللوم.
أسباب التخريب الذاتي كتير، زي:
* التفكير بالأبيض والأسود.
* عدم تحديد الأهداف.
* الخوف من التغيير وترك منطقة الراحة.
* عدم حل الصراعات الداخلية.
* تدني احترام الذات.
أما مظاهره، فزي:
1. إنكار الحاجة للذات.
أنا مش مهتم، مش محتاج، لو عاوز هعمل؛ بس أنا مش هعمل.
وغيرها من المظاهر اللي الشخص بيظهر فيها بشكل اللامبالي، بس هو في الحقيقة مهتم، بس خايف من الفشل.
هو بيرفض رغبته في الوصول لهدف ما، أو ينكر احتياجه لشخص؛ بسبب الخوف من الفقد، أو الهجر، أو الفشل.
2. المماطلة.
إنك تأجل القيام بالشيء الواجب عليك لآخر لحظة.
واللي تعتبر عادة سامة.
3. عدم الثبات.
إنك تبدأ تتعلم حاجة وتسيبها وتروح لحاجة تانية.
تبدأ في كتاب وتروح لكتاب تاني.
وظيفة التخريب الذاتي هنا: إنك تسيب الأشياء الواضحة للغاية والمحددة.
لأنك لو سيبتها مش هتكون مطالب بتقييم للقدر اللي مشيته، أو محاسبة نفسك على الفشل.
خلاص، هتبدأ في حاجة تانية.
4. تجنب اتخاذ القرارات.
إنك تخلي شخص تاني ياخدها بالنيابة عنك.
خوفًا من تحمل تبعة مسؤولية أخذ القرار دا.
وبالتالي بتتحول من فاعل في حياتك لمتفرج.
سلوكيات التخريب الذاتي بتنبع من صوت جوانا، بيحكم على تجاربنا الحالية.
أنت فاشل، أو مش هتنجح، أو عمر وزنك ما هيقل.
الصوت دا اسمه (الناقد الداخلي).
ناقد بيكرر العبارات دي جواك، بس هو مش جزء منك.
بل امتداد للطريقة اللي اتربينا بيها، واللي مش عاوزين نستغنى عنها.
خليني أديك مثال على الناقد دا:
تقول لنفسك مثلًا:
* لو توقفت عن السعي للكمال، عمرك ما هتكون ناجح.
يعني ببساطة: لازم تكون الأول دايمًا.
لازم تكون الأول في الدراسة، وفي الشغل، وفي قلوب الناس.
طب لو مبقتش الأول؟ يظهر الناقد دا، ويبدأ تخريب الذات.
بس الحقيقة: إنك مش لازم تكون الأول دايمًا.
أنت مش مطالب بالكمال.
بطلب الكمال من نفسك، بتصبغ نفسك بصبغة الألوهية، ومش عاوز تقبل حقيقتك؛ كإنسان بيصيب ويخطئ، وعادي الناس تحبه أو متحبوش.
وإنه مش مطالب بالجري؛ علشان يفوز بكل شيء.
طيب، نتغلب ازاي على أساس المشكلة (الناقد الداخلي)؟
1. بملاحظة وتسجيل العبارات اللي بنقولها لنفسنا باستمرار.
يعني أحنا دايمًا بنتكلم مع نفسنا؛ بس مبنلاحظش الكلام دا، ولا نفهم هو ايه.
ممكن نلوم نفسنا، ونجلدها = وأحنا مش منتبهين لدا.
الوعي بالحوار الداخلي، ومراقبته ورصده = أول خطوات التعامل مع الناقد الداخلي.
2. والخطوة دي مبنية على اللي قبلها: اسأل نفسك؛ هل النقد اللي وجهته لنفسي أو اللوم؛ مفيد، ولا ضار؟
هيخليني أتحسن، ولا هيخلي حالتي أسوأ؟
لما يتقدم لي عريس مثلًا، ويقرر ميكملش العلاقة؛ هل لومي لنفسي وجلدها على اختيار شخص تاني سليم ولا خطأ؟
هل أنا هستفيد حاجة من الجلد دا، ولا بضر نفسي؟
وهنا هيظهر قاعدة بسيطة كلنا عارفينها: (إن الأسلوب غير الناجح لازم تغييره).
يعني لما أدرك إن تصرفي دا ضار، وتفكيري خاطئ = هبدأ أغير دا.
وهقول لنفسي: كل إنسان حر في اختيار شريك حياته، كل إنسان حرار في قراراته.
دا قراره الشخصي بمعزل عني، ودا يفترض إنه ميأثرش عليا في حاجة.
أنا كمان ليا حق الاختيار، ليه أنكر عليه استخدامه لحقه؟
3. بعد ما تعرفنا على حقيقة وجود الناقد الداخلي من خلال المراقبة الرصد، وأدركنا حقيقة الضرر الناتج عنه، وعدم الحاجة إليه؛ تبدأ خطوة السيطرة على الناقد دا، من خلال 4 حاجات.
1. التأكد من دقة كل فكرة انتقادية بيوجهها ليك والبحث عن دليل منطقي عليها.
2. لو مفيش دليل منطقي؛ واجه الناقد الداخلي بعبارات زي:
أنك مفكر إنك بتحميني من انتقادات الناس من خلال انتقادي أنا لنفسي. أنا هقبل انتقادات الآخرين، وهفحصها. وهستفيد منها.
3. مارس توقف التفكير.
قول للناقد الداخلي: توقف! لا مزيد من هذا النوع من الكلام! هذا نفس نوع الكلام الذي كانت أمي تقوله لي.. كفى!
4. ذكر نفسك بالتأثيرات السلبية التي يحدثها مثل هذا النوع من الرسائل.
قول لنفسك، مثلًا: النوع دا من التفكير مفادنيش، بل ضرني، كما أنه لم يجعلني شخص كامل!
وبس كدا.
سلام.