تحوّلات متعددة
تحوّلات متعددة
وفي موجة التغيرات والتحوّلات التي تحصل للمراهقين، فإن من ضمنها التحولات النفسية، التي من أعراضها التوترات العصبية والانفعالات والاكتئاب واختلال المزاج، وربما تتضخم الأنا وقتها ويظهر ذلك في شكل عداء وخِصام وإلحاق الأذى بالآخرين، وأمراض الأوهام والهذيان والكذب والسرقة والثرثرة، وهذا مما يولد مشكلات عديدة مع المربين وأولياء الأمور.
وكذلك فإن أوضاعهن العاطفية تتحّول حسب رغباتهن ونوعية الميول والتوجهات.
وعادة ما يبحثن عن مسائل الحب، وينقسم هذا الحبّ إلى قسمين؛ قسم يدل على التفاهم والانسجام والحبّ العذري، وقسم يتجه نحو الاهتمام بالجنس ويمتزج بالرغبة في الزواج وتشكيل الأسرة، وهي مسألة غريزية.
أما التحوّلات الاجتماعية فإن الفتيات يبدأن في الانخراط خصوصًا في سن 13 و 14 والتفاعل في روابط خارجية والميل إلى التآلف والانسجام الفكري مع الآخرين والتأثر بالغير بل ربما الميل للزواج وتكوين أسرة.
وتوجد كذلك تحوّلات سلوكية من حيث الميل إلى العداء والمغامرة وبناء حواجز مع الأسرة والتهور والعنف والتمرد، لتحقيق الرغبات، والاندفاع نحو إثارة المشكلات، كذلك فإن الحيوية والنشاط والفاعليّة تزداد في هذا السن، لذا يجب على أولياء الأمور توجيه الطاقة نحو المفيد والمثمر.
ولأن مرحلة المراهقة عامة تمر بالكثير من الصعوبات، فنحن لا نريد للفتاة أن تقع في أي اضطرابات أو انحرافات، أو أن ندعها فريسة للقلق والعاطفة الحادّة.
فقد تصاب الفتاة المراهقة باختلالات عديدة وانغماس في الأوهام، ونزعة نحو الانزواء، وربما تصاب بالهستيريا التي تتجلى في أشكال متعددة، منها البكاء الشديد من غير سبب، والضحك المفرط بصوت عالٍ وهياج وتطرف عاطفي، والتشتت النفسي، وحالة من السوداوية.
الفكرة من كتاب دُنيا الفتيات المراهقات
إنّ مرحلة المراهقة مرحلة مليئة بالتعقيدات والصعوبات، لذا يتحتّم على الآباء والأمهات الانتباه لبناتهم والحرص على توجيههنّ بالشكل الصحيح الذي يقبلنه، ففي هذا الكتاب تم تسليط الضوء على عالم المراهقة الأنثوي وخفاياه النفسيّة.
مؤلف كتاب دُنيا الفتيات المراهقات
علي القائمي: كاتب إيراني مهتم بمجال التربية السوية ومجالات علم النفس، وله العديد من المؤلفات الرائعة في ما يخصُّ الاضطرابات النفسية وتنمية المشاعر الداخلية الصحية لدى الأطفال والشباب.
من مؤلفاته: “أسس التريبة”، و”الوسواس والهواجس النفسيّة“، و”تربية الطفل، دينيًّا وأخلاقيًّا”.