تحوّلات في مرحلة البلوغ
تحوّلات في مرحلة البلوغ
تبلغ الفتيات فتختلف حياتهنّ من ناحية الأبعاد الشخصية والعضوية والنفسية والفكرية وحتى العاطفية، والرؤية الشرعية للفتاة تلزمها بالواجبات والتكليفات والعبادات الشرعية، فلكي يتحصنّ مبكرًا ويتم الحفاظ على أخلاقهنّ، لا بد من تهيئتهنّ لتحمّل هذه المسؤولية.
فالتغيرات قد تكون عضوية، حيث تزاد القوّة العضلية للفتاة وتطول قامتها، وتقوم الغدد بالإفرازات الهرمونية لتبرز علامات الأنوثة، فإذا كانت الفتاة قد استفادت من خبرة أمها وأختها الكبرى لن تتعرض للقلق والهلع بقدر الفتيات العديمات الخبرة، فبعض الفتيات يحاولن إخفاء معالم الأنوثة أو يتضايقن من زيادة طول القامة أو قصرها، وهذا كله مما يسبب لهن القلق والتوتر.
وعند البلوغ ستكون لدى الفتيات نزعة لمعرفة الأسرار والتكلّم في ما يخص الكبار، وسيرغبن في مشاركة همومهنّ ومسراتهنّ، كما يظهر لديهنّ الفضول الجنسي، ومن شأن التربية والآداب أن تهذب هذا الفضول.
وتتعرّض الفتاة المراهقة كذلك لتحولات ذهنية ونفسية، فهناك فئة من الفتيات المراهقات تميل إلى كسب المعرفة حول البارئ سبحانه وتعالى، ويبرز لديهنّ الوجدان الأخلاقي والسعي إلى الفضيلة، والتحمّس إلى الدين والالتزام بأحكامه واندفاع تجاه الناحية الإيمانية.
ومن الناحية الذهنية فالبعض يكون لديهنّ حب الاطلاع والفضول العلمي، أو الميول الأدبية والرومانسية والاستغراق في الكتابة والخيال.
أمّا عن التحولات العاطفية فتبدأ بالنظر في اهتمامات وحصول المشكلات الاجتماعية كالخجل والحساسية المفرطة أو الشعور بالذنب وغيرها، فالفتيات تحدث لهنّ مخاوف متعددة، كالمخاوف الدراسية مثل الاختبارات، أو المخاوف الصحيّة كنقص عضو أو الإصابة بمرض، أو المخاوف الأسرية كالمشاحنات بين الوالدين، أو المخاوف الأخلاقية كالخشية من الانحراف.
ومن ناحية التحوّلات الاجتماعية فهنّ يملن إلى النشاط وتكوين الصداقات والفاعليات الجماعية، والألفة والانسجام.
الفكرة من كتاب دُنيا الفتيات المراهقات
إنّ مرحلة المراهقة مرحلة مليئة بالتعقيدات والصعوبات، لذا يتحتّم على الآباء والأمهات الانتباه لبناتهم والحرص على توجيههنّ بالشكل الصحيح الذي يقبلنه، ففي هذا الكتاب تم تسليط الضوء على عالم المراهقة الأنثوي وخفاياه النفسيّة.
مؤلف كتاب دُنيا الفتيات المراهقات
علي القائمي: كاتب إيراني مهتم بمجال التربية السوية ومجالات علم النفس، وله العديد من المؤلفات الرائعة في ما يخصُّ الاضطرابات النفسية وتنمية المشاعر الداخلية الصحية لدى الأطفال والشباب.
من مؤلفاته: “أسس التريبة”، و”الوسواس والهواجس النفسيّة“، و”تربية الطفل، دينيًّا وأخلاقيًّا”.