تحويل التفكير الاستراتيجي إلى فعل استراتيجي
تحويل التفكير الاستراتيجي إلى فعل استراتيجي
هناك العديد من العوامل التي تجعل من الصعب تحويل التفكير الاستراتيجي إلى فعل، كالافتقار إلى بؤرة تركيز، كما أن بناء فكرة مقنعة وملهمة ومثيرة للاهتمام شيء، وتنفيذها شيء آخر، وبالتالي فمن أجل ترجمة التفكير إلى فعل، فلا بد أن يتعامل القادة الاستراتيجيون مع القواعد الست التالية التي يتشكَّل منها الفعل الاستراتيجي، وأولاها “وضع أولويات واضحة”، فإن ذلك يعد من أهم واجبات القائد الاستراتيجي، إذ تسهل العمل المنسق في المؤسسة، كما توفر ركيزة للفعل الحاسم مع أخذ المصالح القصيرة والبعيدة بعين الاعتبار.
وثانيتها “إيجاد الظروف المناسبة لفاعلية الآخرين”، إذ يتوجب على القادة الاستراتيجيين إيجاد الظروف المناسبة ليمارس الآخرون فاعليتهم بالملاءمة مع الظروف التنافسية الجديدة.
والقاعدة الثالثة تتمثل في “جعل الاستراتيجية عملية تعلم”، وذلك باختبار التفكير الاستراتيجي مع الفعل، والتعلم من الأفعال التي اتخذت لأن التكتيكات المتخذة لا تتعلَّق فقط بتطبيق استراتيجية اليوم، بل تتعلَّق أيضًا باكتشاف استراتيجية الغد.
والرابعة هي “التصرف بشكل حازم وحاسم في مواجهة حالة الغموض وعدم اليقين”، إذ إن اليقين الكامل أمر مستحيل، وبالتالي فإن الفعل لا يمكن أن ينتظر وجود وضع مثالي، ومن ثم يجب تجميع المدخلات من بيانات ومعلومات من المعنيين كافة من أجل تطبيقها بشكل حازم وحاسم.
والقاعدة الخامسة هي “التصرف مع أخذ المصالح القصيرة والبعيدة المدى في الاعتبار”، إذ إن القائد الاستراتيجي يجب أن يعمل على تحقيق التوازن بين أهداف الحاضر والمستقبل، وتطبيق هذا التوازن يحتاج إلى فهم الاستراتيجية بشكل واضح من جانب جميع الموظفين.
وأما القاعدة السادسة فهي “الشجاعة والثقة بالقناعات”، إذ إن صوابية وعقلانية الاستثمار في وسط حالة من الغموض وعدم اليقين، لن تتضح إلا بعد مرور شهور أو سنين، وفي بعض الأحيان بعد مرور عقود، ولذلك فإن التمسك والتشبث بالاستثمار بشجاعة وقوة -خصوصًا في حال ظهور استثمارات أخرى مغرية وجذابة- يعد شيئًا بالغ الأهمية.
الفكرة من كتاب كيف تصبح قائدًا استراتيجيًّا؟ دورك في نجاح مؤسستك الدائم
إن إنجاز الأعمال في المؤسسات أصبح أكثر صعوبة في هذه الأيام، وأصبحت الحاجة ماسة إلى تفاعل عدد متزايد من الأشخاص داخل وخارج المؤسسة لتحقيق النجاح، وبالتالي فإن أفضل طريقة لازدهار المؤسسات في خضم هذا الواقع الجديد، هي أن تتحول إلى مولِّدات للتعلم المتواصل، ما يعني أن تصبح الاستراتيجية المؤسسية (من رؤى واتجاهات وتكتيكات) في حالة مستمرة من التشكُّل والتطبيق وإعادة التقويم والمراجعة والتنقيح، وبالتالي فإن القيادة الاستراتيجية تعد عملية لا تنتهي من التعلم، ومن هنا يساعدك هذا الكتاب على تحويل مؤسستك إلى محرك للميزة التنافسية المستدامة، إلى جانب تحويل مهاراتك الشخصية والتقنية إلى ممارسة قيادية قادرة على بناء مؤسسة تمتلك المقدرة على تعميق الرؤى المتبصرة والأداء الرفيع باستمرار.
مؤلف كتاب كيف تصبح قائدًا استراتيجيًّا؟ دورك في نجاح مؤسستك الدائم
ريتشارد ل. هيوز : هو كبير موظفي قسم المشاريع في (مركز القيادة الإبداعية)، ينصبُّ جل اهتمامه على دراسة أفكار المدراء التنفيذيين والفرق العاملة معهم، عمل لمدة 10 سنوات كأستاذ ورئيس قسم العلوم السلوكية والقيادية في أكاديمية “القوى الجوية الأمريكية”، وقد حصل على إجازة في العلوم من ذات الأكاديمية، إضافة إلى حصوله على درجة الماجستير من جامعة تكساس الأمريكية، كما حصل على درجة الدكتوراه في علم النفس السريري من جامعة ويومنغ، شارك في تأليف كتاب: “القيادة: تعميق العبر المستمدة من التجربة”.
كاترين كولاريللي بيتي : هي مديرة مجموعة الانتساب المفتوح في فرقة القيادة ومجموعة المؤسسات التابعة لمركز (القيادة الإبداعية)، أسهمت في جهود شركة “إنهويزر بوش” لتطوير القادة المستقبليين للشركة، كما شاركت في برنامج تطوير القيادة للمهندسين في شركة ‘جي آي ميديكال سيستمز”، حصلت على درجة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية من جامعة إلينوي، وحصلت على درجتي الماجستير والدكتوراه في علم النفس التنظيمي والمؤسسي من جامعة سانت لويس.
معلومات عن المترجم:
معين الإمام: هو مترجم بارع، أثرى المكتبة العربية بأكثر من مئة كتاب، من بينها:
جرأة الأمل: أفكار عن استعادة الحلم الأمريكي.
اللورد جيم.
ما بعد الحداثة والعقل والدين.
والعقل والحرية والديمقراطية في الإسلام.
حرب بلا نهاية: وظائف خفية للحرب على الإرهاب.
الإمبرياليون الجدد: أيديولوجيات الإمبراطورية.