تحول كرة القدم إلى صناعة
تحول كرة القدم إلى صناعة
تحدثنا كثيرًا عن الجماهير وكرة القدم، ولكن ماذا عن اللاعبين والأندية؟ كان اللاعبون يعانون قديمًا العقود والقوانين الظالمة، إذ كانوا أشبه بعبيد لا يمكنهم التحرك إلا بإذن نواديهم المالكة دون أن يكون لهم أي رأي في مستقبلهم أو حتى كسب ما يكفيهم، ونتيجة لذلك رفع اللاعبون في فرنسا سنة 1968م شعارًا عنوانه “كرة القدم من أجل اللاعبين”، وشكلوا مع الصحافة الرياضية الحرة حركات نضال جماعية ضد المؤسسات المنظمة للرياضة، بل وشاركوا في التظاهرات الشعبية المعترضة على النظام الفرنسي، حتى وصل الأمر إلى اقتحام مبنى الاتحاد والضغط على مسؤوليه لإصدار حزمة من القوانين لتحسين أوضاع اللاعبين وأنديتهم.
وعانت الأندية أيضًا الضغوطات المالية والأزمات الاقتصادية وارتفاع أسعار كل شيء تقريبًا في الرياضة، مما دفع جماهير نادي نورثهامبتون إلى تكوين جمعية خاصة للمشجعين هدفها مساعدة الفريق في أزماته، ولاحقًا قرروا شراء حصة في النادي تمكنهم من إدارة شؤونه واختيار أعضاء مجلس يعبرون عنهم، ونجحوا في إنقاذ النادي من الإفلاس، في مكان آخر في بريطانيا أيضًا عُرض نادي مانشستر يونايتد للبيع عام 2005م، فقرر المشجعون المعارضون للبيع إنشاء نادٍ جديد بديل يعبر عن هويتهم.
وفي سبيل الحفاظ على هوية ناديهم، تجمعت عدة مجموعات ألتراس سانت باولي الألماني مُحاولة الصمود في وجه الرقمنة والانفتاح الاقتصادي والنجاة من سياسات الربح، وأخذوا يسخرون من كل الكيانات والبطولات الكبيرة حتى لقبوا بقراصنة كرة القدم، ورغم ذلك العداء كانوا ضد جميع أشكال التمييزات العنصرية.
الفكرة من كتاب تاريخ شعبي لكرة القدم
يصف عشاق الساحرة المستديرة محبوبتهم بأنها أكثر من كرة قدم، ودائمًا ما يُستخف برأيهم وبمقدار الاهتمام الذي يولونه تجاه جلد مدور، طارحين السؤال التقليدي “ماذا قدمت كرة القدم إلى العالم؟”.
وللإجابة عن هذا السؤال سنجوب حكايات التاريخ المختلفة، من بريطانيا إلى إيطاليا وحتى مصر، لنرى كيف كانت كرة القدم تمنح الناس هامشًا للتنفس بحرية تحت حكم ديكتاتوريات عسكرية، ونعرف ماذا يمكن أن تفعل الجماهير العاجزة في المدرجات، وإلى أي حد كانت كرة القدم تسمح لهم بالحلم بحياة أفضل.
مؤلف كتاب تاريخ شعبي لكرة القدم
ميكائيل كوريا: صحفي في أهم جريدة رقمية فرنسية مستقلة “ميديا بارت mediapart”، وله عديد من الإسهامات الصحفية مع جرائد أخرى مهمة مثل: “لوموند ديبلوماتيك” و”لوكانار أونشينيه”، بالإضافة إلى كونه أحد مؤسسي مجلة النقد الاجتماعي CQFD، ومن كتبه:
– جرائم المناخ: تحقيق حول الشركات متعددة الجنسية التي تحرق كوكبنا.
ميكائيل كوريا: صحفي في أهم جريدة رقمية فرنسية مستقلة “ميديا بارت mediapart”، وله عديد من الإسهامات الصحفية مع جرائد أخرى مهمة مثل: “لوموند ديبلوماتيك” و”لوكانار أونشينيه”، بالإضافة إلى كونه أحد مؤسسي مجلة النقد الاجتماعي CQFD، ومن كتبه:
– جرائم المناخ: تحقيق حول الشركات متعددة الجنسية التي تحرق كوكبنا.
لوثر ومحمد: بروتستانتية أوروبا الغربية في مواجهة الإسلام من القرن السادس عشر إلى القرن الثامن عشر.
عنف وسياسة في الشرق الأوسط، من سايكس بيكو إلى الربيع العربي.