تحمُّل المسؤولية الكاملة
تحمُّل المسؤولية الكاملة
إن الأشخاص الأضعف على الكوكب لا يمتلكون شيئًا، لا أقصد بذلك الممتلكات المادية، ولكن أقصد امتلاك الأشياء الأكثر قيمة مثل، حياتك وصحتك، وأغلبنا يعيش على صيغة س > ن (سين أكبر نون)، و”س” هي السبب، أما “ن” فهي النتيجة، ومعناها أن السبب أكبر من النتيجة، وعندما تعيش في جانب السبب من هذه الصيغة، تكون أنت المحرِّك الواعي لحياتك، ويمكننا القول إننا نعيش في جانب السبب عندما نحصل على النتائج التي نريدها من الحياة، وهذه المعادلة لا تملك أحكامًا على ما نريده؛ إنها ببساطة تقيس أين نحن في الحياة، ولكن عندما تعيش في جانب النتيجة، تكون غير مسؤول عن حياتك، فنحن نعيش في جانب النتيجة في كل مرة نلوم شخصًا أو شيئًا آخر على ظروفنا، ووضعنا في الحياة، وكلما أكثرنا اللوم أصبحنا أضعف، وابتعدنا عن الأشياء التي نريدها بشدَّة في الحياة.
ذكر الكاتب قصة فتاة كانت تقوم بإلقاء كامل اللوم على أهلها، وتقول عند تعرُّضها لأي إساءة لستُ المذنبة لكون والدي كان يضربني في صغري، ولكن الأمر لا يتعلَّق بكونها مذنبة أم لا، بل يتعلَّق بكونها مسؤولة عن تصرُّفاتها الآن كرد فعل على تلك الأحداث، ولذا يجب أن نتخلَّص من النفايات التي يخلفها الآخرون داخل قلوبنا، بدلًا من إلقاء اللوم على الجميع لرميهم النفايات علينا، وذلك قبل أن تتحوَّل حياتك لمكبِّ نفايات وعندما تتخلَّص من النفايات التي كانت تلوِّث حياتك، ستترك مساحة لحدوث تغييرات إيجابية إلى أن تتوقَّف عن العيش في جانب النتيجة من المعادلة، الحياة في جانب السبب تقلِّل من مرض “لكن”، فتجعلك تنظر إلى ما يحدث وتعرف بأنه يخدمك إما كمكافأة على مجهودك، أو كتجربة علمية لتصحيح مسارك، وهذا من أفضل طرق الحصول على السعادة في هذه الحياة.
الفكرة من كتاب تخلَّص من “ولكن”
إن من المحزن التفكير في أن الناس غالبًا ما يُرغَمون على الاستسلام لكلمة “لكن” بسبب أصدقائهم أو أسرتهم، وهذا يحدث في أغلب الأحيان، فتجد عديدًا من الناس يرغبون في فعل شيء ما، لكنهم يخافون نظرة الناس لهم، ويتوقَّعون حدوث الأسوأ، فالبشر كائنات غريبة، تدَّعي أنها تريد الصراحة، ولكنها في الواقع تكون في حالة إنكار تام لها، فنحن نكذب على أنفسنا بشكل دائم، حين نعلن للعالم بأننا نريد شيئًا، ولكن لا نبذل أي مجهود للحصول عليه، إذ يستسلم الناس لكلمة “لكن” ويعتقدون أنها تضع قيدًا حولهم، ولكن الحقيقة المحزنة هي كلما زاد استخدام كلمة “لكن”، أصبح الإنسان أكثر ضعفًا.
وفي هذا الكتاب قام الكاتب بشرح كيفية وضع حدًّا لتدمير الذات، وكيف تدافع عن نفسك، وتتخلَّص من قول كلمة “ولكن”.
مؤلف كتاب تخلَّص من “ولكن”
شون ستيفنسون (1979-2019): متحدث تحفيزي، وكاتب أمريكي، ولد في 5 مايو 1979 بشيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية، وتُوفِّي عام 2019 عن عمر يُناهِز 40 عامًا، ولقد وُلِدَ بخلل جيني يُسبِّب مرضًا يعرف بمرض العظام الزجاجية، فكانت عظامه هشَّة للغاية، ويمكن لأقل لمسة أن تكسرها، وقد كان الكاتب قدوة للعديد من الناس إذ تغلَّب على إعاقته البدنية، وتمكَّن من تسخير إمكانياته الفطرية لمساعدة الناس، وهو واحد من الخبراء الروَّاد في القضاء على تدمير الذات، ويمتلك عيادته الخاصة للمعالجة النفسية.
من أعماله: “كيف تنجح: تحويل الأحلام إلى واقع للشباب البالغين”.