تحقيق الوضوح
تحقيق الوضوح
يُعدُّ الضابط السلوكى الثاني لبناء منظمة صحية هو تحقيق الوضوح والاتساق؛ بحيث لا يكون هناك أي مساحة ممكنة لظهور الالتباس، والاضطراب، والصراع الداخلي، وبافتراض أن هناك اتفاقًا بشأن فوائد الوضوح والاتساق، فكيف السبيل إلى تحقيقه؟
يتطلَّب تحقيق الوضوح نهجًا أكثر دقة وبساطة، يتفق فيه القادة على إجابة ستة أسئلة بسيطة لكن حاسمة، وبالتالي إزالة حتى الاختلافات الصغيرة في تفكيرهم، ويجب الإجابة على هذه الأسئلة معًا، وهذه الأسئلة هي: ما سبب وجودنا؟ ما طريقة تصرفنا؟ ماذا نفعل؟ كيف ننجح؟ ما الشيء الأكثر أهمية في الوقت الحالي؟ من يجب عليه فعل ماذا؟
قد تبدو الإجابة على هذه الأسئلة سهلة من الناحية النظرية، لكنها قد تكون صعبة إذا لم يكن الفريق متماسكًا في الأساس، أو ميل القادة للأسف إلى إطلاق شعارات عند الإجابة على هذه الأسئلة لابتكار عبارات تسويق جذابة، فماذا إذن لو كانت الإجابات خاطئة؟ الحقيقة أنه لا توجد إجابات صحيحة أو خاطئة، في النهاية هناك أكثر من طريقة لفعل نفس الأمر، وانتظار التأكيد الواضح لكون القرار صحيحًا ضمانٌ للفشل، لأن المنظمات تتعلم باتخاذ القرارات حتى السيئة منها.
ويجب أن يكون سبب وجود المنظمة مثاليًّا تمامًا، حيث يعاني الكثير من القادة هذه النقطة خوفًا من أن يبدو ما توصَّلوا إليه كبيرًا أو طموحًا أكثر مما ينبغي، وينبغي أن يتقبَّل القادة أيضًا فكرة كون المنظمات موجودة لجعل حياة الناس أفضل، وعند بحث القادة عن سبب وجودهم لا ينبغي الخلط بين عملية تحديد غرض المنظَّمة ومحاولة الوصول إلى شيء يبدو باهرًا على اللوحة الإعلانية، أو على قميص الموظف، ولحصول المنظمة على أعلى سبب في الوجود لعملهم التجاري، يجب طرح السؤال التالي مرارًا، وهو: لماذا؟ ولماذا نفعل ذلك؟ مثلًا لماذا ترصف منظمتنا المداخل؟ لماذا تهتم منظمتنا بتعليم الأطفال؟ ومن الضروري إدراك أن سبب وجود المنظمة لا ينبغي أن يكون وسيلة تميز، بل الهدف من تحديده فقط إيضاح ما هو المهم لإرشاد المنظمة، وأيضًا إدراك أن تساهل المنظمة في كل شيء، سيجعلها بلا قيمة فيما بعد، ولهذا يجب عليها تقديم دليل شامل لسلوك الموظف على جميع المستويات.
الفكرة من كتاب الأفضلية.. لماذا تتفوَّق الصحة التنظيمية على كل شيء آخر في الأعمال
يعتقد أغلب القادة أنهم يستطيعون اكتساب ميزة تنافسية عن طريق أفعال تتعلق بالاستراتيجية أو الشؤون المالية أو التسويق، لكن يعتقد الكاتب أن الميزة التنافسية يُمكن اكتسابها من خلال الطريقة التي يدير بها القادة منظماتهم، والتي أطلق عليها الصحة التنظيمية، فيقدم دليلًا شاملًا للمنظمات حتى تُصبح أكثر صحة.
مؤلف كتاب الأفضلية.. لماذا تتفوَّق الصحة التنظيمية على كل شيء آخر في الأعمال
باتريك إم. لينسيوني : مؤسس ورئيس The Table Group؛ وهي شركة استشارات إدارية متخصصة في الصحة التنظيمية، وتطوير الفريق التنفيذي، له العديد من المؤلفات، منها:
الإغراءات الخمسة للرئيس التنفيذي.
حقيقة انخراط الموظفين في العمل.
أوجه الخلل الخمسة التي تُصيب أي فريق.
الدافع.