تحقيقُ التوازنِ العاطفي
تحقيقُ التوازنِ العاطفي
إنّ الهدفَ من التحكمِ العاطفي، هو تحقيقُ التوازنِ وليسَ قمعِ العاطفة، لأنّ لكلِ شُعورٍ قيمَتَهُ ودِلالَتَه. فالحياةُ من دونِ عاطفة تُصْبِحُ قاحلةً ومُملّة. عندما يُكبَتُ الانفعالُ تماماً، فإنّ ذلك يؤدي إلى الفُتورِ والعُزلة. وعندما يخرجُ عن إطارِ السيطرةِ، يُصبحُ بالغَ التطرُّف، ويتحولُ إلى حالةٍ مَرَضيةٍ تحتاج إلى العِلاج.
لذلك فهدفُنا دائمًا يجبُ أن يكون التواجدَ في المنتصف، أي في امتلاكِ المشاعرِ الصحيحة. ومِفتاحُ سعادتِنَا العاطفية، يكمن في ضبطِ انفعالاتِنَا المزعجةِ بصورةٍ دائمة.
مثالٌ جيدٌ على المشاعرِ الصعبةِ التي يجبُ تجنُّبُها، هو الغضب. قد تكونُ غاضبًا من ضغطِ العمل. هذه عاطفةٌ غالبًا ما يكون من الصعب تجنُّبُها. ولكن ما ينبغي ألا يحدُث، هو أن تبقى لساعات في هذه الحالة، وبالتالي تنخفضُ إنتاجيتُك.
أظهرت نتائجُ عدةِ دراسات، أن التنفيسَ عن غضبِك لن يجعلَكَ تشعرُ بإحساسٍ أفضل، بدلًا من ذلك، ستُمَدّدُ وتُضَخّمُ هذا الغضب.
إذا لاحظتَ أنك بدأتَ تَشعرُ بالغضب، فإنّ الطريقةَ الجيدةَ للتخلص منه، على سبيل المثال، هي أن تُشغلَ نفسك. ماذا لو تركت العملَ مُبكرًا وذهبتَ إلى مشاهدةِ مُباراةِ كرة قدم؟ من المهم تخفيفُ الغضبِ للتغلُّبِ عليه، حتى لا يصبحَ حُزنًا، ويؤدي في نِهايةِ المَطافِ إلى الاكتئاب.
هناك وسائلُ أخرى للتأثيرِ على حالتِنَا النفسيةِ السلبيةِ، كإعادةِ صياغةِ الأفكارِ مثلاً. إذا غضبت منك زوجتك بشدة لسببٍ تافه، فبدلًا من أن تفكر وتقول: “هي دائمًا غريبةَ الأطوار دون سبب”. أعِدْ صياغةَ هذهِ الفكرةِ من جديد، لتُصبِح: “لربما تمرُ فقط بيوم سيء”.
الفكرة من كتاب الذكاءُ العاطفي
في كتاب الذكاءِ العاطفي، يؤكد دانيال جوليمان أن الذكاءَ المنطقي ليس كلَّ شيء؛ فقد يفشَلُ الشخصُ الذي يتمتعُ بمستوىَ ذكاءٍ مُرتفع، و يَخْفِقُ في حياته، نتيجةَ عدمِ سيطرتِهِ على انفعالاته.
المِقياسُ الذي يفضِّلُ جوليمان استخدامَهُ في قياسِ النجاحِ في الحياة، هو الذكاء العاطفي، وهو القدرةُ على التعرُّف على شعورنا تجاه أنفسِنا وتجاه الآخرين.
مؤلف كتاب الذكاءُ العاطفي
دانييل جولمان عالم نفسي وكاتب بارع. خلال حياته المهنية الطويلة؛ حصل على العديد من الجوائز، وتم ترشيحه لجائزة بوليتزر مرتين.تغطي منشوراته مجموعة واسعة من الموضوعات التي تتراوح بين التأمل والإيكولوجيا، وتركز أغلب كتاباته على الروابط المتداخلة بين العاطفة والأداء والقيادة.