تحرير المرأة بين الباطل والحق
تحرير المرأة بين الباطل والحق
قد يتبادر للبعض سؤال أكثر حكمة آخر: لماذا تُثار دائمًا القضية المطروحة حول تحرير المرأة من بيتها، بل الأدهى من دينها الإسلامي وليس تحريرها من العادات والتقاليد الباطلة؟!
هل الحرب أو الشعارات القائمة هنا مخالطة فقط بالفكر الغربي حول قمع الإسلام للمرأة في حجابها وبيتها وليس من ظلم حقًّا واقع عليها بالمنهج الإسلامي، حتى المجتمع الإسلامي أصبح ينادي بهذه الشعارات والأحكام وهو يعلم يقينًا أن أحكام النساء بالشرع ضابطة كما جاءت في سورة النساء وغيرها من القرآن والسنة النبوية، ويعلم أيضًا أن تحرير المرأة ما هو إلا مصطلح غربي لا يصح استخدامنا له أو اتباعه وهو غريب عنا ليس داخل ثقافتنا الإسلامية على الإطلاق، لكن يمكن أن يُقال بعد عدة تشوُّهات حصلت في المجتمع وقلة اتباع الناس للدين الإسلامي: “إعادة ضبط حال المرأة تبعًا للشريعة، فيه إصلاح لشأن المرأة”، لكن تحريرها كيف؟
فالأولى بالحركات النسائية أن تحدِّد هدفًا واضحًا وجليلًا لتحرير المرأة إن استخدمنا هذا المصطلح، فإن الإسلام ينصرف بمنهجه إلى حفظ المرأة ورعايتها وحفظ حقِّها في التعليم ورعايتها النفسية والصحية وتوجيهها الثقافي، لكن الغرب مآلاته لا أصل لها، كما ذكر الكاتب نقلًا عن الدكتور عبد الله الأشعل: “وليس معنى أن فكرة تحرير المرأة وافدة على الثقافة الإسلامية وغريبة عنها أنها تستحقُّ الرفض والاستبعاد ولكنها فكرة يجب النظر إليها من منظور موضوعي وتقدُّمي، إذ إن تحرير المرأة لا بدَّ أن يُفهَم على أنه إعانة للمرأة على أن تقوم بدورها المرسوم بكفاءة واقتدار وتأهيلها لهذا الدور، وتخفيف الأعباء التي تتحمَّلها وتذليل العقبات التي تعترضها، ولكن المفهوم بحاجة إلى تحديد، فقد شاع حتى هذه اللحظة مفهوم خاطئ لتحرير المرأة”.
فمناداة الغرب لتحرير المرأة ما هي إلا نية فاسدة أصلها هدم صورة المرأة في الإسلام وساقهم مرض الشهوة للتسلُّط على مفهوم تحريرها من عبودية الإسلام كما يدعون، وهو تعسُّف واضح وعداء، ناسين أن المسلمين لهم منهج من القرآن والسنة لن يفرطوا فيه كما فرَّطوا هم سابقًا.
الفكرة من كتاب مصطلح حرية المرأة
لقد أولى الإسلام المرأة مكانة عظيمة، ورفع من شأنها وحرَّرها من الاستعباد والرق، وارتقى بها لتكون مختلفة عن غيرها من النساء وحرَّرها من عادات وتقاليد مهينة.
يأتي هذا الكتاب ردًّا على المفاهيم الغربية حول تحرير المرأة من قيود المجتمع المسلم الذي ينتهك حقوقها ويخذلها في إطار القهر والظُّلم والقمع، ويتطرَّق فيه الكاتب إلى التناقض الذي يطرحه الغرب، إذ إن تحريرها ما هو إلا تخليها عن فروض دينها ومبادئها إلى الحرية المطلقة، مشيرًا إلى أن الخطاب القرآني الموجَّه إليها ما هو إلا حصن لها.
مؤلف كتاب مصطلح حرية المرأة
محمد حسن عقيل موسى الشريف: داعية إسلامي سعودي، إمام وطيار وأستاذ جامعي، وكاتب وباحث في التاريخ الإسلامي، ومتخصِّص في القرآن والسنة، جمع بين عدة أعمال، وقد تمكَّن من إكمال الدراسة الأكاديمية الشرعية وحصل على الدكتوراه في الكتاب والسنة، وحفظ القرآن الكريم.
وأجيز في القراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة، ولد في جدة عام 1381 هـ /1961م، وله كتب ومجلدات عدة، منها:
عجز الثقات.
التوريث الدعوي.
أثر المرء في دنياه.
الهمة طريق إلى القمة.