تحذيرات للوالدين
تحذيرات للوالدين
عندما نتخذ الإجراء السليم مع أطفالنا نجدهم تحوَّلوا من النقيض إلى النقيض في لحظات لدرجة الاندهاش، في إحدى حالات ثورة غضب الطفل بدلًا من الصراخ فيه أو ضربه أو حتى تركه بلا رد فعل فيزيد هو في صراخه وعنفه، فلمَ لا تجرِّب أن تسأله هل أنت غاضب حقًّا أو حزين، وإذا أجابك بالإيجاب أعطِه أوراقًا وأقلامًا للرسم، واطلب منه أن يعبِّر لك عن مدى غضبه واتركه وستجده يرسم ذلك بالفعل، وعليك وقتها التفاعل معه وتقبُّله، وأخبِره بإكمال شرح ما يشعر به بالرسم، ستجده في النهاية يقول لك إنني الآن سأرسم لك مشاعري السعيدة، أو يعبِّر عن حبه لك، وهذا ما حدث مع الكاتبة بالفعل حين عادت من إحدى وِرشها بالخارج ووجدت زوجها واقفًا في غضب أمام ابنهما الذي أصابته ثورة غضب ويبلغ ثلاث سنوات مُمدِّدًا جسدَه على الأرض ويصرخ مُعبِّرًا عن غضبه، من خلال تجاربها المتعدِّدة لم ينجح الأمر في كل مرة، لكن العامل المشترك الناجح بالفعل هو وجودها بجانبه وتفهُّمها لمشاعره وإعطاؤه فُسحة التعبير عنها بالرسم، وربما بالصراخ أو تكسير بعض الأشياء، أو من خلال حلِّه للعبة الـPuzzle، وحين نتقبَّل مشاعر أطفالنا ليس علينا التساهل معهم في ما يضر، واضعين حدودًا لهم يتقبَّلونها منا كي لا يتصرَّفوا بطرق نرفضها، وإذا أخطأت في سماع طفلك أو أسأت التصرُّف معه فسارع لإصلاحه، فلا يهمُّ كم فات من الوقت، المهم أن تفعل العمل الصحيح لأجلهم، فكما قالت الكاتبتان: “إن الحنان له قيمة، سواء جاء مبكرًا أو متأخرًا”.
أما التصرُّفات التي نزعج بها أطفالنا منها تكرار كلماتهم عليهم، فهم يريدون جوابًا شافيًا منك وليس بغبغاء مكررًا لكلامهم، وفي مرحلة المراهقة هناك من يفضِّل صمت والديه حين شكواه، ولا تقابل انفعال أطفالك ببرود حتى لو كان صحيحًا، ولا تضغط عليهم أن يتجاوزوا مشاعرهم سريعًا، وتقبَّل ألمهم ولا تصفهم بالسلبيات التي يصفون أنفسهم بها مثل (غبي، أحمق، وغيرهما)، ومع التجارب والملاحظات سوف يُتقن الأهل فن التعامل مع مشاعر أبنائهم.
الفكرة من كتاب كيف تتحدَّث فيصغي الصغار إليك وتُصغي إليهم عندما يتحدثون؟
خاضت الكاتبتان فترة طويلة من حياتيهما سعيًا للتعلُّم ولإيجاد طريقة مناسبة للآباء كي تخبراهم ماذا عليهم فعله مع أبنائهم، وقد كان هذا التساؤل وما زال صعبًا على أي مُحاضر تربوي أو مُربٍّ أو أي مسؤول ومهتم بالتربية، فقد قضى بعض الآباء ورش عمل كثيرة مع الدكتور هايم جينوت، وهو اختصاصي علم نفس الطفل والوالدين، واكتسبوا مهارات متعدِّدة للتعامل مع أنفسهم وأبنائهم، لكن تظلُّ علاقة الوالدين مع أطفالهم فريدة من نوعها حتى لو تشابهت المشكلات والمميزات تظل مثل البصمة لكل واحد منهم أمر خاص به، ولم يكن ولن يكون هناك نصائح محدَّدة في التربية، بل ربما سنطلق عليها نوعًا من الإطار أو التوصيات والإشارات إلى الطرق السليمة نفسيًّا في التعامل مع طفلك، وهذا ما سيأخذنا إليه هذا الكتاب اليوم حول مساعدة أطفالك على التعامل مع مشاعرهم والعقاب وغيره.
مؤلف كتاب كيف تتحدَّث فيصغي الصغار إليك وتُصغي إليهم عندما يتحدثون؟
إديل فابر: تخرَّجت في كلية كوينز بدرجة البكالوريوس في المسرح والدراما، وحصلت على درجة الماجستير في التربية من جامعة نيويورك، كما عملت بالتدريس في المدارس الثانوية بمدينة نيويورك لمدة ثماني سنوات، وكانت فابر أيضًا عضوًا سابقًا في هيئة التدريس في المدرسة الجديدة للبحوث الاجتماعية في نيويورك ومعهد الحياة الأسرية بجامعة لونغ آيلاند.
ولها مؤلفات عديدة أخرى مثل: “أشقاء بلا تنافس: كيف تساعد أطفالك على العيش معًا حتى تتمكَّن من العيش أيضًا”.
إلين مازليش: مؤلفة أمريكية، ومعلمة للوالدين، كتبت عن مساعدة الآباء والمعلمين على التواصل بشكل أفضل مع الأطفال، حصلت على شهادة في فنون المسرح من جامعة نيويورك، قبل أن تقضي وقتًا كاملًا في تربية أطفالها الثلاثة، عملت بتدريس وتطوير برامج درامية للأطفال في منازل المستوطنات في مدينة نيويورك.
ولها عدة مؤلفات منها: “الآباء المتحرِّرون، الأطفال المحررون: دليلك لعائلة أكثر سعادة”.
وقد اشتركتا في تأليف: “كيف تتحدث حتى يتمكَّن الأطفال من التعلم”، و”كيف تكون الوالد الذي تريده دائمًا”.
معلومات عن المترجمة:
فاطمة عصام صبري: مُترجمة، وعملت بالمكتبة المركزية جامعة دمشق، وترجمت العديد من الكتب والمقالات، ومن هذه الكتب: “كتاب “رموز العلم المقدس” لمؤلفه روني غينون، و”أسرار حرف النون” لمؤلفه روني غينون، و”مهد الحضارة الغربية في الشرق الأوسط” لمؤلفه جورج سارتون.