تحديد قبعات الحياة
تحديد قبعات الحياة
هل حاولت مرةً أن تحصي الأدوار المختلفة التي تمارسها في مواقف مختلفة في حياتك؟ حاول أن تتصوَّر هذه الأدوار على هيئة قبعات تنزع واحدة عن رأسك وتضع الأخرى تبعًا لمتطلبات الموقف، ففي عملك مثلًا تضع على رأسك العديد من القبعات في الوقت نفسه، فقد تكون مدير المبيعات ومسؤولًا إداريًّا في نفس الآن، وفي حياتك الخاصة قد تكون زوجًا وأبًا وأخًا وصديقًا وعضوًا في النادي أو مدرسًا تعطي دروسًا في الفترة المسائية.
ومع محاولاتك الحثيثة لتنظيم الوقت والتخطيط للمهام فإنك في عجلةٍ دائمة من أمرك، ومهما أنجزت فالمهام تبدو وكأنها لا تنتهي، والسبب الرئيس في مشكلات ضيق الوقت التي نعانيها وتضطرنا إلى الانطلاق بسرعة جنونية عبر متاهات الحياة أننا نحاول إنجاز الكثير من المهام في الوقت نفسه.
أي إننا نأخذ على عاتقنا الكثير من المهام والأعمال دفعة واحدة، فنضع فوق رأسنا عددًا كبيرًا من القبعات بعضها فوق بعض، والنتيجة تدهور (التوازن) بين الحياة المهنية والخاصة، فإذا أردنا أن نكسب بعدًا جديدًا للوقت علينا أن نقلِّص نشاطاتنا في مجالاتٍ معينة ونقرِّر بكل عقلانية وهدوء أن ننزع تلك القبعة أو ذلك الدور عن أنفسنا، بمعنى أدق: الاقتصار على الأمور الجوهرية.
انتبه إلى الأدوار التي تقوم بها في حياتك وللأشخاص والأنشطة التي تمنحها انتباهك وقلِّل من الأمور الهامشية تقليلًا جذريًّا، واسأل نفسك أليس من الأفضل أن أنزع هذه القبعات القديمة عن رأسي؟ لا تحمل فوق رأسك أكثر من 7 قبعات، ولو شعرت بالتردد اسأل نفسك: هل أرغب حقًّا في الاحتفاظ بهذه القبعة؟ هل اخترتها عن وعي ودراية أم ببساطة وضعها الآخرون على رأسي!
الفكرة من كتاب إذا كنت على عجلة من أمرك فتمهل
“ثقافتنا الحالية تغذِّي السرعة وتجعلنا نعيش في دوامة مستمرة، ولا تمكننا من التوقف لالتقاط أنفاسنا وإعادة حساباتنا أو التخطيط لمهامنا فنندفع لإنجاز أكبر عددٍ من المهام في أقل وقت”.
في هذا الكتاب سنعرف إلى أي مدى تنتشر هذه النظرة الخاطئة، فلا ينبغي أن تختار بين السرعة وإنجاز أكبر عددٍ من المهام في أقل وقت، وبين البطء وتراكم المهام عليك بإمكانك الموازنة بين الأمرين.
ولكن هذا يتطلَّب منك ضبط نظام حياتك بأكمله، لا مجرد شراء منبه أو استخدام تطبيقٍ لحفظ الوقت، كما يتطلَّب منك وعيًا بأهدافك وأولوياتك وما تطمح إلى تحقيقه، وما يسبِّب لك التوتر والإحباط والتغلب عليهما للانطلاق.
مؤلف كتاب إذا كنت على عجلة من أمرك فتمهل
لوثر سايفرت Lothar Seiwert: كاتب ومؤلف، درس الاقتصاد في ماربورغ وفرانكفورت وحصل على درجة الدكتوراه عام 1978 من كلية الاقتصاد بجامعة فيليبس بماربورغ، وعمل في البداية في مجال الموارد البشرية والتعليم في شركتين ومستشار موظفين في شركة استشارية، وفي عام 1992 بدأ شركته الخاصة لإدارة الوقت وقيادة الحياة في هايدلبرغ، ويقدم بانتظام ندوات عامة في هايدلبرغ، وحصل في عام 2007 على جائزة الإنجاز مدى الحياة من الاتحاد الألماني للتدريب والتطوير.
ومن أهم كتبه ومؤلفاته:
اعمل بفاعلية.
تبسيط حياتك.
استراتيجية الدب: القوة تكمن في الهدوء.