تحديات إيمانية وفكرية
تحديات إيمانية وفكرية
كل من يقرأ الواقع اليوم قراءة موضوعية يستشفُّ أن من أهم التحديات التي ستواجه الأجيال القادمة تحدي الإيمان والثبات عليه.
حيث يبدو للمطلع القريب من أرض الواقع أن منزلقات الارتداد عن الإسلام وحالات الإلحاد هنا وهناك باتت أكثر قربًا إلى الشباب من أي وقت مضى،ومن المهم بمكان إدراك حجم هذه المشكلة من الآن والتعامل معها من هذا المنطلق الموضوعي بعيدًا عن الأوهام الحالمة والنظرة التفاؤلية المبالغ فيها والتي لا تمتُّ إلى الحقائق والإحصائيات بأي صلة.
وهذا يتطلَّب جهدًا كبيرًا وجماعيًّا ينطلق من الثوابت وطلب العلم الشرعي وتعميمه وفق خطط زمنية ومنهجية واضحة وبرامج مدروسة، وسلم بنائي منضبط ومحسوب يبدأ من مراحل التأصيل والتأسيس إلى ما بعد ذلك معتنيًا عناية خاصة بالجانب الفكري والأطروحات الفكرية التي تشجِّع على التفكير السليم وتقوِّي الحس النقدي المعتدل.
فالأفكار اليوم لم تعد بمعزل عن ساحة المعركة، بل باتت هي الحركة المعقَّدة والشائكة التي تتحكَّم في أغلب مجريات الأحداث، ولهذا جاء الإسلام بحزمة من الإرشادات والتوجيهات كونه دينًا يرفع من شأن العقل والفكر، فأرشد إلى الطرق المثلى في التعامل مع هذا النوع من الإيرادات عن طريق التفكير المعتدل في الأدلة والبراهين وعدم تبنِّي أو اعتناق الأفكار فقط لمجرد كونها سائدة وغالبة،كما أنه شدَّد في المقابل وحذَّر من الانزلاق في دهاليز الشك الدائم والريب المستمر والتعنُّت في تطلُّب أدلة وبراهين لا تتماشى مع طبيعة الحقائق.
الفكرة من كتاب إلى الجيل الصاعد
يقول الأستاذ أحمد السيد في مقدمة كتابه هذا إن السبب الذي دفعه إلى تأليف كتاب “إلى الجيل الصاعد” رسالة بلغته من بين آلاف الرسائل الواردة أثارت حفيظته وأشعلت في داخله فتيل القلق حيال هذا الجيل وما يعانيه من تبعثر حقيقي وشتات وضبابية في الرؤية، مُؤكِدًا أن الانخراط في العمل الشبابي والاقتراب منهم على أرض الواقع زاد من قناعته بأهمية هذا الموضوع وحساسيته وخصوصيته البالغة،فجاء هذا الكتاب بمثابة محاولة للكشف عن مشكلات الجيل ومبادرة لطرح رؤية منهجية معينة على رسم خريطة طريق واضحة المعالم تساعدهم على الثبات والبلوغ.
مؤلف كتاب إلى الجيل الصاعد
أحمد السيد كاتب وداعيةإسلامي، نشأ في المدينة المنورة وتلقَّى العلم الشرعي فيها على صغره حتى أنه حفظ القرآن الكريم وبعض المتون العلمية وهو لم يتجاوز المرحلة المتوسطة بعد، وحفظ في المرحلة الثانوية صحيح البخاري ومسلم وزيادات الكتب الثمانية لينتقل بعدها إلى الدراسة الجامعية في القصيم بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وكان له حضور مكثَّف في القصيم لمجالس العلم عند عدد كبير من المشايخ والعلماء.
اهتم بعلم الحديث والقضايا الفكرية اهتمامًا خاصًّا، وله في هذا المجال مؤلفات عدة وبرامج ومبادرات كثيرة.
ومن أهم مؤلفاته:
سابغات.
كامل الصورة.
تثبيت حجية السنة ونقض أصول المنكرين.
محاسن الإسلام.