تحالف قوى الشر
تحالف قوى الشر
تتكالب على هذه الأراضي الإسلامية حديثة الإحياء بعد طمس الشيوعية لهويتها قوى مختلفة تحاول استغلال البلاد وأهلها وثرواتها، فقد وجد الكاتب وفدًا من كلية الكنيسة بأمريكا داخل المسجد يوم جمعة، وكانوا يسألون عن كل شيء يحدث ويقومون بزيارة للأماكن والمواقع المختلفة، حتى يسألوا عن سبب تكبير بعض الشباب في أثناء الدرس الذي يلقيه الإمام عليهم!
ومما نقله أهل تلك البلاد للمؤلف أن عددًا من مسلمي جمهورية قرغيزيا قد تركوا الإسلام وتحوَّلوا إلى غيره، إذ قبلوا الأموال واستجابوا لإغراءات الجمعيات والوفود الأجنبية، ومن أنشطة هذه الجمعيات في الجمهوريات الإسلامية توزيع كتب الأديان الأخرى مجانًا وإغراق عامة الناس بالعطايا والإمدادات من أطعمة وكسوة وغير ذلك، وفي المقابل يقوم الإعلام الروسي بدوره كمنصَّّات تبثُّ في المسلمين الأفكار والدعوات المغايرة للإسلام عن طريق البرامج.
ولا يقتصر الأمر على الدين فقط، فما أكثر الوفود التجارية ورجال الأعمال والمستثمرين على المدن، وتؤدي المشروعات والشركات الصهيونية دورها هناك للحصول على علاقات اقتصادية وتجارية، كما تدعم بعض البلدان غير الغربية أن تصبح الأحرف اللاتينية هي المعترف بها رسميًّا بدلًا من أن تحظى العربية بتلك المكانة بعد رفض الشعوب للروسية التي فُرِضَت عليهم.
إن تعدُّد اتجاهات وخلفيات المتكالبين على تلك البقعة يحتِّم على المسلمين أصحاب نهج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وصحابته الكرام أن يتحرَّكوا نُصرةً لإخوانهم ووفاءً بحقهم، وأن يقدموا لهم صورة الإسلام الصحيحة بعيدًا عن الخرافات والجهل والشعوذة، حتى لا يقع أهل تلك البلاد في قبضة أخرى أو تُمسخ هويتهم، ومن الملاحظ أن المشروعات الإسلامية هناك مرتجلة مخلخلة يغيب عنها التنسيق، تحتاج إلى إعادة هيكلة وحسن تخطيط ودراسة بما يحقِّق لأهل البلد المنفعة العامة والحفاظ على دينهم وهويتهم.
الفكرة من كتاب مشاهدات في بلاد البخاري
بعد أكثر من نصف قرن من قبضة الشيوعية على تلك البلاد، يصل المؤلف إلى بلاد ما وراء النهر كما أحب تسميتها أو “الجمهوريات السوفييتية سابقًا” عام 1412 من الهجرة، وتعد رحلته أول اختراقات السور الحديدي الذي فرضه الشيوعيون على البلاد وأهلها، استكشف فيها البلاد وله فيها مشاهدات سطرها في هذا الكتاب.
مؤلف كتاب مشاهدات في بلاد البخاري
يحيى بن إبراهيم اليحيى: ولد عام 1376 هجرية في مدينة بريدة بالسعودية، تخرج في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من قسم العلوم العربية والاجتماعية، ثم حصل على الماجستير من قسم السيرة والتاريخ بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 1408 ثم حصل على الدكتوراه من نفس القسم عام 1412 هجرية، بعنوان: “الروايات التاريخية في فتح الباري عصر الخلافة الراشدة والدولة الأموية جمع ودراسة”، وعمل أستاذًا مساعدًا بالجامعة الإسلامية ثم حصل على التقاعد المبكر.
وللمؤلف كتب أخرى منها: “إلى من ضاقت عليه نفسه”، و”مدخل لفهم السيرة”، و”أليس في أخلاقنا كفاية؟!”.