تجنَّب إرادة الفشل!
تجنَّب إرادة الفشل!
لا تكمن المشكلة الأولى لدى الفاشلين في أنهم لا يريدون لأنفسهم النجاح، وإنما تتمثَّل في أنهم يريدون لها الفشل، دعني أوضح لك الأمر أكثر، يُحكَى أن أحد الأشخاص قد أوتي كل مقوِّمات النجاح، بل إنه تفوَّق بالفعل على كبار المهندسين في بلده، لكنه كان يؤثِر الفشل لنفسه مختارًا، فكان يعكف الشهور على التصميمات، حتى إذا استكملت رسومها عدل عنها، وقال إنها غير جديرة بأن تقدم لطالبيها، وكان هذا الأمر يذهل الموظفين عنده، وكانوا يرجونه فيثور غاضبًا ويعتذر للعملاء بأن التصميمات لم ترقَ إلى المستوى المطلوب، حتى انتهى أمره في النهاية إلى أن صفَّى أعماله، وسرَّح موظفيه، وأصبح يعيش على عمليات ثانوية بسيطة يأخذها من الشركات الهندسية!
هذا الشخص يمثِّل أشخاصًا كثيرين، فكم من كاتب مزَّق أوراقه، أو رفض طباعة كتبه لأنها لم ترقَ إلى المستوى المطلوب! وكم من شخص قرَّر أنه سيفشل في أمر ما قبل أن يبدأه أصلًا؟ إننا دون وعي منا نجذب أسباب الفشل، والفشل بطبيعة الحال ينجذب إلى تلك النفوس المستعدة سلفًا للفشل، بينما ينجذب النجاح نحو أولئك الذين تكون نفوسهم مهيَّأة للنجاح، إذن النجاح والفشل إرادة، وعليك أن تكتشف الأعمال التي تؤديها بوحيٍ من تلك الإرادة، وأن تواجهها بعدم الاستجابة لها، وتوفير جهودك، فقد ثبت بالتجربة أن الفشل يستهلك الكثير من الوقت أكثر مما يستهلكه النجاح، ومعظم الذين فشلوا، إما أنهم لم يحدِّدوا لأنفسهم أية أهداف، وإما أنهم إذا حدَّدوا أهدافهم، أو حُدِّدت لهم أهدافهم من قبِل غيرهم، يمشون في الطريق الذي لا يحقِّق تلك الأهداف، وبالتالي فإنهم يضيِّعون الكثير من الوقت، ويبذلون الكثير من الجهد، في حين أنهم لو بذلوه من أجل النجاح، لحقَّقوا النجاح حتمًا، فعلى سبيل المثال: النوم في ساعات العمل، والانشغال بالأمور التي لا قيمة لها، والانغماس في الملذَّات، وقضاء أثمن الأوقات في سماع الغناء، وقتل العمر في مطالعة ما لا ينفع، كلها أمور تؤدِّي إلى الفشل.
الفكرة من كتاب كيف تتغلَّب على الفشل؟
يستهلك الفشل من الوقت والجهد أكثر مما يستهلكه النجاح، حيث إن الفشل ليس الخمول والسكون والكسل فحسب، فلربما يكون حليف الجهود المبعثرة والنشاط الهدَّام.
وفي هذا الكتاب يأخذنا المؤلف في رحلة لنتعرَّف فيها على عوامل تجنُّب الفشل، مبتدرًا نصائحه بضرورة تجنُّب إرادة الفشل، وباتخاذ خطوات عملية لمواجهة المشاكل، وبالتنبيه لضرورة الابتعاد عن الزوايا الحادة، وموضِّحًا للقارئ كيف يستثمر ذلك في حال الوقوع في الفشل والوقوف من جديد، ثم يقدم نصائحه للسير على طريق النجاح، داعيًا قارئه إلى سماع كل النصائح؛ ليغربلها ويأخذ منها كل شخص ما يتناسب معه.
مؤلف كتاب كيف تتغلَّب على الفشل؟
هادي المدرِّسي: عالم دين شيعي عراقي، ولد في كربلاء سنة 1957م، وينحدر من أسرتين اشتهرتا بالعلم، وله سلسلة كتب كثيرة في تكوين الشخصية تحت عنوان “تعلَّم كيف تنجح”، ومنها: “عوامل النجاح”، و”فنون النجاح”، و”مفاتيح النجاح”، و”واجِه عوامل السقوط”، إضافةً إلى كتب أخرى مثل: “كيف تتمتَّع بحياتك وتعيش سعيدًا”، و”الصداقة والأصدقاء”، و”حوار ساخن عن الإلحاد”.