تجربة واحدة في العالم
تجربة واحدة في العالم
تشير الكاتبة إلى أن تجربة المرأة السعودية تجربة فريدة من نوعها، لم تحظَ بها أي امرأة في أي دولة أُخرى، فقد حصلت المرأة السعودية على مكاسبها بوصفها حقًّا طبيعيًّا لها، بعيدة عن فكرة (الصراع بين الجنسين)، حيث بدأت قضايا المرأة بالحضور في المجتمع العربي على ثلاث مراحل كما وصفها الكاتب كمال عبد اللطيف، فأول مرحلة هي: لحظة إدراك الفارق، والتي لاحظ فيها العرب أحوال المرأة العربية وأحوال المرأة في العالم الغربي، والمرحلة الثانية: لحظة وعي التحوُّل والتغيير، وهنا ظهر عدد من الحركات التي تدعو إلى تغيير أوضاع المرأة العربية، وأخيرًا المرحلة الثالثة وهي لحظة المأسسة، والتي عُدلت فيها القوانين والإجراءات، وقد سارت جميع الدول العربية بنفس المنهجية التي تعامل بها الغرب مع المرأة، فشُرعِنَ الاختلاط، وخُفف الحجاب، وأصبح كل ما يعارض تلك المظاهر “تخلفًا”.
وتوضح الكاتبة أنه على العكس فقد تشكَّلت التجربة السعودية بشيء من التميز والاختلاف عن باقي دول العالم وسلكت مسلكًا خاصًّا بها، فقد حسنت وضع المرأة ولكن في إطار الشريعة الإسلامية، على عكس الدول التي غيرت وضع المرأة ولكن بحالة من المساواة التامة مع الرجل، فدخلت المرأة المدارس والجامعات، وتوفر لها فرص العمل، فاستقر في وعي السعوديين أنه لا يشترط التلازم بين التحديث والتغريب.
ولكن بعد فترة من الزمن اتجه التيار النسوي والتيار التغريبي إلى الانقلاب على الأحكام الشرعية، فدعا بعضهم إلى السماح بالاختلاط في الجامعات والمدارس، قد ضمن الإسلام حق المرأة في تعليمها دون الحاجة إلى ما يستلزمه الغرب لتعليم المرأة، فمن طالع سير بنات العلماء يجد أنهم قد اعتنوا بالمرأة نفسًا وعقلًا، دون الحاجة إلى النموذج الغربي المُعتاد.
الفكرة من كتاب الحريم العلماني.. الليبرالي!
يمتلئ عالمنا بالأفكار التي تحاول تفسير الظواهر والأحداث، وكذلك الأفكار التي تكون نتيجة إجابة تساؤلات تردد على الفرد بين الحين والآخر، ومن تلك الأفكار والتساؤلات ما تخطه المرأة في حديثها عن ذاتها، وفي تحليلها وتأملها عما يدور من القضايا والأفكار التي تخص حياتها، لهذا جاءت كاتبتنا بتأمُّل وبحث طويل يُعبِر عن بعض التفسيرات لبعض التساؤلات، ومنها: هل المطروح فيما يخص قضايا المرأة في الوسط الفكري هو الأقرب للحقيقة؟ وهل هناك فجوة بين التنظير والتطبيق؟ وهل تُختصر النساء جميعًا في نموذج نسوي واحد؟ وغيرها من الأسئلة التي تكشف لنا حقيقة الأمر، لنضع كل شيء في مكانه الصحيح من غير تسفيه أو مُبالغة.
مؤلف كتاب الحريم العلماني.. الليبرالي!
ملاك بنت إبراهيم الجهني: كاتبة سعودية الجنسية، حاصلة على البكالوريوس في الشريعة الإسلامية، وعلى الماجستير في الثقافة الإسلامية، تعمل باحثة في مجال دراسات المرأة، وهي عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
من مؤلفاتها: “قضايا المرأة في الخطاب النِّسوي المعاصر: الحجاب أنموذجًا”، و”الحريم العلماني.. الليبرالي! مقالات وقراءات فكرية”.