تجربة مؤلمة
تجربة مؤلمة
الحب ليس أعمى ولكن ربما نحن من نتعمّد عدم الرؤية ونهرول نحوه باندفاع دون اعتبار لأبعاد العلاقات السليمة، إذ إنه ليس من الصحيح أن تدخل في علاقة مع شخص ما بسبب الفراغ، أو لأنه متاح لك أو لأن العمر يجري، فأنت تستحق فرصًا رائعة ومشاعر حقيقية وصادقة، ولكن آمن بنفسك حتى يؤمن بك الآخرون.
لقد منحنا الله العقل كي نفكر ونأخذ بالأسباب ونقيّم الأمور، كذلك فهو سبحانه وتعالى من يرسل إلينا الإنذارات والإشارات والعلامات، فإما أن نراها وإما أن نختار ألا نرى شيئًا، لذا تحمل نتيجة اختيارك بشجاعة، وافهم نفسك أولًا واعرف حدودك ورغباتك قبل أن تلوم الظروف!
إن الله سبحانه وتعالى لا يحمّلنا ما لا طاقة لنا به وكل شيء يحدث لحكمة، وبالتأكيد سوف نواجه صعوبات في الحياة وقد تنكسر قلوبنا ونشعر بالألم الشديد فإما أن نستسلم وإما أن نختار المواصلة والتعلم مما فات، فلا تجعل الحرب خاسرة بل تعلم ألا تكرر الأخطاء، فالله كفيل بأمورك وبأن تعبر أي محنة مهما بدت صعبة، فتعلم كيف ترضى وتفرح بالموجود وتحمد الله على ما فات، وعلى ما آلت إليه الأمور مهما كانت صعبة التحمّل.
وصحيح أنك سوف تشعر كأن الظلام يسود عينيك، ولكن الزمن لن يتوقف بل سيمضي وربما تتذكّر هذا وتضحك، فالحزن ينتهي كما ينتهي الفرح، ولهذا سيكون من الأفضل أن تعيش اللحظة كما هي وأن تعطيها حقها، وإن كنت قد مررت بتجربة مؤلمة جدًّا لا تحاول النسيان طوال الوقت، لأن النسيان يعني أنك تتهرَّب من الألم، وهو يجعل الذكرى تتسلل على حين غفلة ويعيدك إلى منطقة الصفر، أما التذكّر فسيبقى علامة وندبة ولكنه سيجعلك واعيًا منطقيًّا تمشي نحو أهدافك بوضوح، مع الوضع في الاعتبار أننا لسنا في براءة مطلقة، كما أن الآخرين ليسوا شياطين، بل أحيانًا يكون العيب قد نشأ بسببنا، فالمثالية غير موجودة داخل أي شخص، فلا تطالب نفسك أو الآخرين بشيء عكس طبيعته البشرية، والحياة بسيطة ولكننا من نعقدها بسعينا الدائم للكمال والمثاليّة.
الفكرة من كتاب كتاب الحبّ.. أسئلة العلاقات الشائكة التي لا يجيب عنها أحد!
جميعنا نطمح للوصول إلى الحبّ ونعتبره أولوية في حياتنا، فمهما أنكرنا هذا الشيء سنظل نتمناه!
ولكن ما مفهوم الحب الحقيقي؟ لقد غاب عنّا معنى هذا المصطلح وتأثرنا بكثير من المظاهر حولنا بل أصبحنا نهاب ونخاف العلاقات الزوجية، ونرى أنها عبء أكثر من كونها مصدر دفء في الحياة، ولا أخفي عليكم سرًّا، لا توجد قواعد أساسية ومطلقة للحبّ، ولكن هناك علامات وإشارات وشواهد تساعد على تنظيم الحياة التي نطمح إلى أن نعيشها.
مؤلف كتاب كتاب الحبّ.. أسئلة العلاقات الشائكة التي لا يجيب عنها أحد!
حسام مصطفى إبراهيم: كاتب وصحفي ومحرر ومدقق لغوي، تخرج في كلية التربية جامعة المنصورة، وهو عضو اتحاد الكتاب، وصاحب مبادرة اكتب صح لتعليم اللغة العربية منذ 2013، وقد عمل مستشارًا للغة العربية بوزارة البترول سابقًا.
من مؤلفاته: “بتوقيت القاهرة“، و”كتاب التعافي”، و”لولا وجود الحب”.