تجربة الكاتبة مع حِمية مواقع التواصل الاجتماعي

ما دفع الكاتبة “ذكرى” للقيام بالحِمية هي رغبتها الشديدة في تجربة حياتها من دون تلك المواقع لمدة تصل إلى 21 يومًا، حتى تعود إلى استخدامها ولكن بوعي أكبر، وحتى تجد بدائل تستطيع من خلالها استغلال الوقت المهدور بأمور نافعة. 

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

بدأت الأسبوع الأول من الحمية، الذي كان يسير على ما يرام أول يومين حتى بدأ شعور الملل يتسلل إليها في اليوم الثالث، فتلتقط هاتفها لتفحص التطبيقات حتى تدرك أنها حذفتها جميعًا. بمرور الأيام بدأت تعتاد الأمر تدريجيًّا وشعرت بكل لحظة تعيشها ووجدت نفسها تعطي كل شيء حقه. وفي الأسبوع الثاني اعتادت الاستيقاظ من النوم دون اللجوء إلى هاتفها لتصفحه إلا بعد ساعة تقريبًا من استيقاظها، وشعرت خلال هذا الأسبوع بأن أيامها أصبحت أطول من قبل بل وأهدأ كثيرًا، هذا التخفيف جعلها تستخدم الهاتف بشكل أقل بكثير من قبل، بل وتستخدمه فقط في ما يفيدها كقراءة كتاب أو الاستماع لبودكاست، ومع الوقت اعتادت فكرة الجلوس دون عمل شيء حتى وإن كان لبضع دقائق فقط. 

أما في الأسبوع الأخير فقررت أن تنقطع أيضًا عن العالم الرقمي بالابتعاد عن الهاتف كله، فانقطعت حتى عن “الواتساب والإيميل”، ومن هنا قررت في ما بعد في القيام بحِمية العالم الرقمي، التي تعتمد فيها على حذف جميع التطبيقات وإبقاء الضروري منها فقط لمدة أربعين يومًا مع إلغاء جميع مواقع التواصل الاجتماعي، وإذا أرادت أن تقوم بشيء ضروري جدًّا في تلك الأثناء كانت تلجأ إلى “اللاب توب”. بعد انتهاء هذه التجربة، وضعت الكاتبة لنفسها بعض الإرشادات قبل العودة إلى المواقع، ومنها إلغاء الإشعارات، وترك الهاتف إن لم يكن له ضرورة، والتفكير بما تفعله حينما تغلق الهاتف.

لقد أصبحنا بلا شك في عالم ممتلئ بمدمني مواقع التواصل الاجتماعي، هذا الإدمان لم يأت بين ليلة وضحاها، ولكنه كان نتاجًا لعوامل كثيرة كسوء استخدامنا لها، لذا أود منك أن تفكر قليلًا مع نفسك في هذه الأسئلة.. “كم عدد الساعات التي تقضيها يوميًّا على هاتفك؟ هل تنتقل من تطبيق إلى آخر بلا هدف واضح، حتى إنك في بعض الأحيان تجد نفسك “تسكرول” فقط؟ متى كانت آخر مرة استمتعت مع من حولك باللحظة التي تعيشها دون توثيقها على تلك المواقع؟” إجابات هذه الأسئلة تحتاج إلى تفكير عميق؛ حياتنا قصيرة وأهم بكثير من أن نضيعها وسط عالم افتراضي إذا انقطعنا عنه لن يفوتنا شيء. 

ذكرى فهد عبد الرحمن البليهد: كاتبة سعودية، من أشهر مؤلفاتها كتاب أَنجم.