تجارة الرق في أفريقيا
تجارة الرق في أفريقيا
ارتبطت تجارة الرقيق باليهود، وهو ما كشف عنه المؤرخ هيوتوماس عام 1977، وبالشخصيات البارزة الأوروبية الذين تلوَّثت أيديهم بدماء الأفارقة مثل “جون لوك” ، و”جوريج دوننج”، فقد تم سرقة مائة مليون أفريقي ونقلهم إلى العالم الجديد الأمريكي، ليزرعوا ويصنعوا ويخدموا السادة البيض، ويحاربوا أيضًا بأسمائهم.
ولنا أن نعرف ما حدث في الكونغو، فقد ارتكب الأوروبيون أبشع الجرائم خلال عهد “ليوبولد”، إذ كانوا يقومون بسلسلة العبيد وتجويعهم وحرق القرى وجلدهم بالكرابيج التي كانت تترك آثارًا دامية على الأجسام، والعشرون جلدة من الكرابيج كانت تنقل المجلود إلى عالم اللاوعي، وكان هذا النوع من الكرابيج يستخدمه “ليوبولد” الذي كان حاكم الكونغو، وكذلك الفرنسيون أيضًا، وكان نفس الوضع في ناميبيا من قبل الألمان، فقد كانت الخسائر البشرية في تلك الفترة تقدر بحوالي 50%.
كما أن التورط الهولندي في تجارة الرق لم يسجله التاريخ، فهم يخجلون من ذكر الرق، فقد شهدت هولندا سنوات مجد على مدى أربعة قرون، عندما كانت تبحر السفن الهولندية من أمستردام وميدل برج وغيرها بغرض تجارة الرق، وقد سيطروا أيضًا على “برنامبوكو” في البرازيل عام 1620م، وأقاموا مزارع من سيطرتهم على العبيد الأفارقة.
وفي الخمسينيات سيطروا على سوق الرقيق في الهند الغربية، وسورينام التي أقاموا بها مزارع القطن من استعباد الأفارقة، ولم يسجل التاريخ ذلك إلا أن الهولنديين شاركوا في الدفعة الأولى للثورة الصناعية في بريطانيا.
الفكرة من كتاب العبودية في أفريقيا والتاريخ المفقود
في فترة الاستعمار وما مرت به أفريقيا من العبودية طوال أربعة قرون من الزمن، عمل الاستعمار على نزاع حقوق الأفارقة، وقام بدفن آدميتهم واستعبدهم في الحقول والمزارع والمناجم والوظائف الدنيا دون مقابل، فسرق من الأفريقي لغته، وعقيدته، وأمه، وأباه، وأطفاله، وهويته.
ورغم ما حدث للأفارقة، وما زال يحدث الآن، من تأثير هذا الاستعمار حتى هذه اللحظة، فيجب علينا كشعوب عدم نسيان هذا التاريخ من الاضطهاد والتعذيب من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، اللتين تريدان الاستمرار في نهب أفريقيا وجعلها منهكة في صراعاشؤت لا تنتهي.
مؤلف كتاب العبودية في أفريقيا والتاريخ المفقود
عايدة العزب موسى: كاتبة متخصصة في الشأن الأفريقي، تكتب في العديد من المجلات والجرائد في ذات الشأن، ولها مساهمات في المؤتمرات والندوات، وهي مصرية، ولها العديد من المؤلفات والكتب منها: “قرن الرعب الأفريقي”، و”جذور العنف في الغرب الأفريقي”، و”شخصيات أفريقية في السياسة والفن”، و”130 عامًا على الثورة العرابية”.