تتبع الزعم وتحليله
تتبع الزعم وتحليله
الخطوة الثانية لتقييم الزعم تحتاج فيها إلى أن تتأكد من مرجعية الزعم أولًا، عبر البحث عن المؤهلات التي يمتلكها مصدره مما يزيد من احتمالية المصداقية، وهذه المؤهلات تتحدد بالنظر إلى درجة أكاديمية معينة وصل إليها، أو الارتباط بمؤسسة أو شركات كبرى في مجال ما، بالإضافة إلى تصدره الأحاديث العامة وإلقاء الندوات والخطابات التلفزيونية، ومدى تغطية الصحف لأنشطته، والتأكد أنه لا يسيء استخدام خبرته في مجال آخر غير مؤهل للتصدر فيه.
يمكن أن يسبب سوء فهم الزعم الكثير من الأخطاء، مثل ما وقع مع نظرية تعدد الذكاءات واستنتاج أنه من الممكن حلول أحد أنواع الذكاء محل الآخر، ومن الممكن أن يتعارض زعمان موثوقا المرجعية، وذلك بسبب عدم اعتماد نموذج واحد لقياس المعاني غير المادية مثل الإبداع.
الخطوة الثالثة والأخيرة هي تحليل الزعم، وتنقسم إلى عدة عناصر، أولها: عدم الاعتماد على تجاربك الذاتية فقط وتجنب الانحياز التأكيدي، ثانيها: الانتباه للطبيعة المتشابكة العوامل وعدم اختزالها أو تجاهل أحدها، ثالثها: لا توجد طفرات كبيرة مفاجئة في العلم، فإذا رأيت شيئًا كهذا فهو غير حقيقي، رابعًا: التأكد من فهم الدليل العلمي الموضوع جيدًا عبر سؤال الزاعم حوله، خامسًا: محاولة الحصول على النتيجة في صورة قصص متتالية متشابكة مترابطة تعطي معنى.
سادسًا: محاولة البحث عن نتائج فشل البحث أو معدلات الدراسة السلبية وتفسيرها، التي لا تخبرنا بها بوضوح ولكن تكتفي بتصدير نسب النجاح فقط، والقيام بعمل ملخصين، الأول لكل بحث وتصنيف العناصر التي حققها والتي خالفها، والثاني لتجميع الأبحاث التي أيدت الزعم مقابل الأبحاث التي خالفته، مع التركيز على الجانب الإحصائي لكل بحث مثل عدد مجموعة المتطوعين ومدى الفارق وغيرها من شروط الصحة الإحصائية.
ونصائح أخيرة في هذه الاستراتيجية، أن تحضر قائمة بأسئلة واضحة للتأكد أن الأمور تسير على ما يرام، وأنك تريد الاستمرار بالفعل حتى نهايته، وتأكد من أنك تقيم مدى التغيير الحادث بعد الانتهاء تمامًا من حدوثه.
الفكرة من كتاب متى يمكن الوثوق في الخبراء (التمييز بين العلم الحقيقي والعلم الزائف في مجال التعليم)
إننا نعيش في عصر نتعرض فيه بصورة مباشرة ومستمرة إلى صور ممنهجة خارج إدراكنا، بهدف إقناعنا بتصديق فكرة ما أو بعمل فعل معين، وأسهل طريقة لإقناعنا هي إلباس هذه الصور لباس العلم الجاد الموثوق، ويتم خداعنا في كثير من الأحيان بعلم زائف أو ادعاءات كاذبة، ولكن بعد فوات الأوان وترك هذه الأفكار تؤثر في سلوكنا واتخاذنا للقرارات الخطرة، مثل ما يركز عليه هذا الكتاب في قضايا مثل التعليم، فكيف نستطيع التفريق بين العلم المستند إلى دراسات حقيقية وبين العلم الزائف؟ وما العوامل أو التصرفات التي نرتكبها ويستغلها المخادعون لإقناعنا؟ وما هي أشهر تكنيكاتهم؟ وماذا نفعل لنتأكد من صحة الدراسات في غير مجال تخصصنا؟
مؤلف كتاب متى يمكن الوثوق في الخبراء (التمييز بين العلم الحقيقي والعلم الزائف في مجال التعليم)
دانيال تي ويلينجهام: حصل على الدكتوراه في علم النفس المعرفي من جامعة هارفارد عام 1990م، وكان أستاذًا لعلم النفس بجامعة فيرجينيا، انصبَّت أبحاثُه على الأساس الدماغي للتعلُّم والتذكُّر، وتختصُّ أبحاثه الأخيرة بتطبيق علم النفس المعرفي على تعليم الأطفال حتى المرحلة الثانوية، يَكتُب دانيال عمودًا بعنوان اسأل العالِم المعرفي في مجلة أمريكان إديوكيتور، ومن أشهر كتبته: لماذا لا يحب الطلاب المدرسة؟
معلومات عن المترجم:
تخرجت صفية مختار في كلية الألسن قسم اللغة الإنجليزية بجامعة عين شمس عام 2007م. وفضلًا عن كونها مُترجِمة فهي كاتبة وشاعرة، نُشر لها العديد من الأعمال في الصحف، مثل صحيفة المصري اليوم وجريدة الشارع ومجلة كلمتنا ومجلة الثقافة الجديدة، ولها مجموعة قصصية بعنوان وسال على فمها الشيكولاتة.
عملت في مؤسسة هنداوي حتى عام ٢٠١٨ في وظيفة مُترجِم أول؛ إذ تولت ضمن فريق المترجمين بالمؤسسة مسؤولية ترجمة الكتب من مُختلِف المجالات، وتَرجمَت خلال حياتها المهنية العديدَ من الكُتُب مع مكتبة جرير، ومن ضمنها: المسار السريع للتسويق، والمسار السريع للأمور المالية بالإضافة إلى بعض روايات أجاثا كريستي.