تاريخ اليهود العسكري والاجتماعي
تاريخ اليهود العسكري والاجتماعي
في الحرب؛ لم يكن بنو إسرائيل ذوي مهارة حربية رغم تعدُّد حروبهم، ولعلَّ أبرز مشاكلهم الحربية على مر التاريخ دائمًا أنهم كانت تعوزهم التعبئة، ولقد كانوا وحشيين غير رحماء مع أسرى خصومهم، كما مارسوا الرِّق على نطاق واسع لكنهم كانوا يعاملون الرقيق اليهود من بني جلدتهم معاملة حسنة ويخيرونهم بين العتق والحرية بعد انقضاء سبع سنين، أما الرِّبا فقد حرَّموا التعامل به فيما بينهم لكنهم أجازوه تجاه الأجانب، واجتماعيًّا كثر تعدُّد الزوجات بينهم، وكان الرجل إذا مات عقيمًا وجب على أخيه الأصغر الزواج بأرملته، وبجانب ذلك فقد احترم بنو إسرائيل الوفاء الزوجي وجرَّموا الزنا وخصوصًا زنا الأزواج، فكانت المرأة الزانية تُقتل، بينما يُعاقَب الرجل بتجهيز الفتاة والزواج بها إن كانت غير مخطوبة، ويُقتل إن كانت مخطوبة أو متزوجة، ورغم ذلك فقد انتشر بين بني إسرائيل سِفاح ذوي القربى واللواط والمساحقة ومواقعة البهائم.
الأمر الأغرب أنه في كل تسع وأربعين سنة، أو كما كان يقول اليهود “أسبوع سنوات في سبع سنوات”؛ كانوا يعقدون “سنة الإبراء” -أي السنة الخمسين- وفيها يقومون بتحرير العبيد وتسترد كل أسرة ميراث آبائها في الحصة التي أُعطيت لأجدادها، وبسبب تحرير العبيد تنتشر البطالة بانتهاء سنة الإبراء وتأتي سنة البطالة التي يقومون فيها بتأجيل الديون، وقد حرَّموا على أنفسهم لحم الخنزير والحيوانات الهُلامية “اللافقرية” والمحار ولحم الكلب والميتة، وعُرف عنهم حرصهم الشديد في أمور النظافة ولو لم يتمسكوا بها، لأنهم كانوا أكثر عرضة للأمراض والأوبئة، حتى أن مجرد ظهور بثرة على وجه الفرد منهم تضطره إلى المثول أمام الكهنة ليقرِّروا خطر إصابته أو عدمه، كما يتم حرق ثياب المرضى وأدواتهم، ويرى الكاتب أنه لولا مثل هذه الوقايات لما وُفِّق بنو إسرائيل في البقاء.
الفكرة من كتاب اليهود في تاريخ الحضارات الأولى
يمتلك اليهود تاريخًا طويلًا للغاية يعود إلى زمن قديم جدًّا، ورغم هذا فالتساؤلات تظل مستمرة حول إسهامات هذا الشعب في الحضارة الإنسانية والمعارف البشرية، فقد مرَّت هذه الأمة التي حملت اسم “بني إسرائيل” بلحظات أصبحت هي صفاتها الرئيسة كالعُزلة الشديدة رغم تعدُّد التنقل والترحال، والعجيب أنهم برعوا للغاية في التجارة والزراعة.
هي أمةٌ حرَّمت الربا على نفسها لكن أجازته للأجانب غير اليهوديين، وهم الذين انعزلوا بأنفسهم ولم يستفيدوا حتى من تقدُّم الأمم التي عاشوا في كنفها أو جوارها، وهم أيضًا الذين عُرِف تاريخهم بالانحلال والوحشية والتحلُّل الخلقي، لكن لفهم اليهود علينا دراسة تاريخهم خصوصًا في فترات الحضارات الأولى، وهذا ما يُقدِّمه ذلك الكتاب.
مؤلف كتاب اليهود في تاريخ الحضارات الأولى
غوستاف لوبون: هو طبيب بشري ومؤرخ فرنسي شهير، اهتم بالكتابة في علوم الآثار والأنثربولوجيا والحضارة الشرقية، وكان أحد أشهر الفلاسفة الغربيين الذين أُعجبوا بالحضارة العربية والإسلامية وإسهاماتها وأيَّد فضلها على الحضارة الغربية، ومن أشهر مؤلفاته:
سيكولوجية الجماهير.
حضارة العرب.
فلسفة التاريخ.
معلومات عن المترجم:
عادل زعيتر: هو مُترجم ومُفكِّر فلسطيني، درس الآداب في الجامعة السلطانية في إسطنبول “عاصمة الخلافة العثمانية”، كما حصل على شهادة الحقوق من باريس عام 1925، وبعد فترة الحرب العالمية الأولى عُيِّن كعضو في المجمع العلمي العراقي، وقد برزت أعماله وترجماته لمؤلفات عديدة أكسبته لقب “شيخ المترجمين العرب”، ومن أهم أعماله:
ترجمة كتاب “العقد الاجتماعي”، للفيلسوف جان جاك روسو.
ترجمة كتاب الرسائل الفلسفية، للمؤلف فولتير.