تاريخ القيادة
تاريخ القيادة
بدأت القيادة مع وجود الجنس البشري على الأرض، فهناك حاجة إلى هذا، غير أنها لا تبدأ لدى باحثي القيادة إلا مع بداية التاريخ المدوَّن لأن معرفتنا بها اعتمدت على النصوص المكتوبة، ومن هنا كان الدرس الأول الذي تعلَّمناه عن القيادة أن المنتصر من يكتب التاريخ سواء أكان قائدًا عسكريًّا أم سياسيًّا وإما بشكلٍ مباشر وإما بتكليف لآخرين بأمر منهم، فالكتابة بصفةٍ عامةٍ تهدف إلى تسجيل الأحداث غير المعتادة أو الاستثنائية إلى حدٍّ ما، لذا لا نجد أي معلومات عن إدارة مزرعة صينية منذ 2000 عام.
لكن نمتلك سجلات عن الحروب ..التي استفدنا منها أن فترات السلم والتعايش بين القبائل المتجاورة كانت قليلة ومتباعدة، وهو ما يوضح أن الحرب كانت من المكونات الرئيسة في تطورات ممارسة القيادة الأولى، وتحديدًا القيادة العسكرية التي سعت للبقاء والهيمنة، وسنمر على ثلاث دراسات لتاريخ القيادة؛ أولاها القيادة الكلاسيكية، إذ نجد خارج القارة الأوروبية كتاب “أرتاشاسترا” الذي ألف في الهند وتضمَّن مجموعة من النصائح والتوجيهات العملية للقادة، وربما أقدم نص مكتوب حقق نجاحًا في زمانه ومكانه، ولا يزال، وهو “فن الحرب”.
ومن دروسه المستفادة أن القتال آخر الخيارات التي يجب اللجوء لها لأن أفضل القادة هم من يجعلون جيوش الآخرين لا حول لها ولا قوة دون قتال، أي بالتخطيط للحصار، والاستراتيجية هي أهم عناصر النصر لأن فن الحرب فن تفادي الصراعات غير الضرورية، أما في عصر النهضة فدراسات القيادة تخبرنا بظهور كتاب “الأمير” الذي اعتمد على الحقائق التاريخية لا النظريات، وسعى به كاتبه إلى إرشاد القادة السياسيين وامتد أثره فيما بعد ليصبح نداءً للجهاد دفاعًا عن فلورنسا وإيطاليا، أما الدراسات الحديثة للقيادة فكما يرى الكثير يعد كتاب “العصر الحديث” أول كتاب عن القيادة.
وقد كان كاتب “العصر الحديث” مفتونًا بعظماء التاريخ مما أدى إلى تهميش دور الأشخاص العاديين ليصبحوا مجرد إضافات، مجسِّدًا نموذج الإدارة الفردية، غير أن هذا النموذج بدأ في التغير مع نهاية القرن التاسع عشر مع بَدء حلول الجماعات الإدارية محل المديرين المالكين الأصليين، ثم دار الجدل حول سياق القيادة ثم متطلباتها.
الفكرة من كتاب القيادة: مقدمة قصيرة جدًّا
لم تتفق المؤلفات على تعريفاتٍ ورؤى محددة للقيادة على كثرتها، ويحاول الكاتب هنا النظر إلى القيادة من عدة زوايا، ومعرفة تاريخها، وهل هي مكتسبة أم فطرية؟ ليقدم بهذا مدخلًا نظريًّا مفيدًا للقيادة وأنواعها.
مؤلف كتاب القيادة: مقدمة قصيرة جدًّا
كيث جرينت Keith Grint: أستاذ القيادة العامة والإدارة بجامعة وارويك، وعمل قبلها أستاذًا في مجال قيادة الدفاع بجامعة كرانفيلد ووكيلًا لقسم القيادة والإدارة في جامعة ديفنس للإدارة والتكنولوجيا بأكاديمية الدفاع في شريفنهام.
له العديد من الكتب والمؤلفات، أبرزها:
القيادة التنظيمية.
سوسيولوجيا العمل.
القيادة: حدود واحتمالات.