تاريخ القرآن العزيز
تاريخ القرآن العزيز
القرآن كتاب عزيز لا تملك إلا أن تشتاق إليه، وتزداد شوقًا كلما قرأت قصص السلف وأحوالهم مع القرآن، مثل قصة توبة (الفضيل بن عياض) ومصاحبته للقرآن، فقد كان (الفضيل) سارقًا قاطعًا للطريق، وكان يعشق جارية، فبينما هو يصعد الجدران إليها؛ إذ سمع تاليًا يتلو: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ﴾، فلما سمعها، قال: بلى يا رب، قد آن! هذه قصة توبة بسبب آية، قصة تُعلِّمك هي وغيرها من القصص كيف تعيش مع حقيقة الوحي وصفته، وكيف تنهل من كلمات القرآن وتفهم رسالاته، فهو كلام الله المنزل على نبيه محمد (صلى الله عليه وسلم)، المتعبَّد بتلاوته، والله (عز وجل) قد تكفَّل بحفظه بخلاف غيره من الكتب، كما أنه يسَّر حفظه وتلاوته، يقول الله تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾.
ولكي نتحدث عن تاريخ القرآن الكريم، ينبغي لنا البدء بالحديث عن العهد المكِّي، فأوَّل ما نزل على النبي (صلى الله عليه وسلم) خمس آيات من سورة العلق، ثم فتر الوحي، ونزلت أوائل سورة المدثر، ثم تتابع نزول القرآن بعد ذلك، وفي فترة العهد المدني تميز القرآن بأنه قد بدأ يُكتَب في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم)، وأنَّه كان مفرقًا في عدد من الأدوات، وأنه لم تدعُ الحاجة إلى جمعه في مصحف واحد في ذلك الحين.
أما في عهد الصدِّيق؛ فقد أشار عمر بن الخطاب على أبي بكر (رضي الله عنهما) بجمع القرآن، فعرض أبو بكر الفكرة على زيد الذي وافق بعد تردُّد، فتتبَّع زيد القرآن يجمعه من الرقاع وغيرها ومن صدور الرجال، وفي عهد عثمان كان مصحف عثمان موافقًا لمصحف أبي بكر في الترتيب، وانتدب للعمل فيه زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وقد أرسل عثمان (رضي الله عنه) المصاحف إلى الأقطار، ثمَّ ظهر المختصون بالإقراء.
فمهما استمعت إلى القرآن أو قرأته فأنت آخذ في الاهتداء بتنقية المحل، وتبديد ظلمته واستبدال النور به، وتخليته من الران الذي أكسبته إيَّاه بنفسك، حتى إذا نقَّيت المحل وطهَّرته؛ كان الاهتداء بالقرآن بزيادة نور القلب، فيحصل التلذُّذ التام بحصول النور التام، ويحصل الاهتداء التام بعد زوال أثر المعصية زوالًا تامًّا!
الفكرة من كتاب المشوِّق إلى القرآن
القرآن الكريم هو دستور المسلمين، الكتاب الذي أُنزل على نبي الله محمد (صلى الله عليه وسلم)، فكان معجزته إلى العالمين، ختام الكتب السماوية لخاتم النبيين والمرسلين، وحي من رب السماوات والأرض أرسله إلينا كي نتعرض له ونحيا به ونموت عليه، يقول الله تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾.
إنَّ المكتبة الإسلامية عامرة بالكتب التي تتحدَّث عن عظمة القرآن وأهميته وطرق تدبُّره والانتفاع به، وكتاب “المشوق إلى القرآن” يعد إحدى تلك المحاولات الجادة، الذي يهدف إلى بعث الشوق في نفس القارئ ليقبل على كتاب الله تعالى وينهل منه.
مؤلف كتاب المشوِّق إلى القرآن
عمرو الشرقاوي: باحث مصري في مجال علم التفسير وعلوم القرآن، شارك في عدد من الأعمال العلمية المنشورة، كما أن له مقالات عديدة في علوم القرآن.
له عديد من الكتب والمؤلفات أبرزها:
الدليل إلى القرآن.
القرآن الكريم في حياة الآل والأصحاب.