تاريخ العبودية والاسترقاق
تاريخ العبودية والاسترقاق
على مر العصور كانت العبودية معروفة عند جميع الأمم والحضارات، وقد تباينت كل حضارة عن الأخرى من حيث معاملة كل منها للعبيد، فهناك من كان يتعامل مع العبيد بالقسوة والشدة والتعذيب واستخدامهم في بناء المعابد والقصور، كحضارات بلاد فارس والهند، ومنهم من كان يتعامل معهم بالرفق واللين والرحمة، كحضارات الإسلام والصين، كما أن الإسلام لم يكتفِ بذلك، بل جاء ووضع منهجًا قائمًا على التدرج من أجل القضاء على الرق والعبودية، تلك العادة التي كانت متأصلة في الشعوب والأمم على مدى التاريخ الإنساني.
وقد بدأت العبودية في الولايات المتحدة الأمريكية منذ وصول الإسبان إليها، فقد قاموا باسترقاق “الهنود الحمر” السكان الأصليين لأمريكا، ولكن محاولة الإسبان قد باءت بالفشل، وذلك راجع إلى عدم قدرة الهنود الحُمر على العمل الشاق تحت شمس النهار الحارقة، كما أن قيام الإسبان بجلب الأمراض المُعدية، كالجُدري والحُمى الصفراء وغيرهما إلى أمريكا من أجل إبادة الهنود الحُمر قد أدى إلى القضاء على الملايين منهم، مما تسبب في حالة عجز، ومن ثم أصبحت الحاجة ملحة إلى جلب المزيد من العبيد إلى العالم الجديد.
ومن هنا اتجهت أنظار الأوروبيين إلى القارة السمراء، حيث أصدر ملك إسبانيا عام 1584 قرارًا بأن الهنود الحُمر شعب ضعيف، ومن ثم يجب تركه والاعتماد على “الزنوج” في الأعمال الشاقة كالعمل في المناجم والبناء والحقول وغيرها، ومنذ ذلك الوقت استُبدل بالهنود الحُمر الأفارقة، فكان الإسبان بذلك هم أوَّل من جلبوا الأفارقة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وتبعهم في ذلك البريطانيون، وقد جاءت أوَّل سفينة شُحنت بالعبيد الأفارقة إلى أمريكا في فترة استعمار بريطانيا لها عام 1619، وكانت تحمل على متنها عشرين من العبيد، وكانت هذه هي الشرارة التي روجت لتجارة العبيد، وكانت القوانين الصادرة تجعل من العبد عبدًا مدى الحياة، كما صدرت قوانين تجعل من العبيد جزءًا من الممتلكات الشخصية التي يتم التصرُّف فيها من جانب السيد كيفما يشاء.
الفكرة من كتاب حلم البراءة.. مالكوم إكس عطاؤه الفكري ومنهجه الإصلاحي
مالكوم إكس -أو الحاج مالك الشباز- هو واحد من أهم رموز مناهضة العنصرية وعدم المساواة بين الأعراق، فبفضل نضاله استطاع أن يحقق لأصحاب البشرة السوداء الكثير من الحرية والتحرُّر من هيمنة الرجل الأبيض على السُّود، وإنهاء حالة الفصل العنصري التي كانت شائعة في أمريكا خلال القرون الماضية، كما أن اعتناق مالكوم إكس للدين الإسلامي والدعوة إليه جعله واحدًا من أهم أعلام الدعوة إلى الإسلام في أمريكا، فقد كان للإسلام أثر كبير في ثقافة مالكوم إكس ومنهجه لمواجهة العنصرية، كون الدين الإسلامي هو دين المساواة، إذ لا فرق بين أبيض على أسود ولا أسود على أبيض إلا بالتقوى.
مؤلف كتاب حلم البراءة.. مالكوم إكس عطاؤه الفكري ومنهجه الإصلاحي
عبد الرحمن محمد ضاحي: كاتب، وصحفي، ومدون مصري، مهتم بقضايا التربية، وحاصل على درجة الماجستير من جامعة الإمام ببيروت الإسلامية في قسم الدراسات الإسلامية، له عدة مؤلفات، منها:
إنسان صح.
أبناء الملتزمين.