تاريخ الخوارزميات

تاريخ الخوارزميات
تُعرف الخوارزميات عمومًا بأنها مجموعة من القواعد أو الخطوات التي تُتبع لحل مشكلة أو الوصول إلى نتيجة معينة، ويمكن أن تكون هذه القواعد معادلة رياضية أو إجراءات محددة. استخدم البابليون والإغريقيون بعض المعادلات الرياضية لتسهيل الحسابات اليومية، ولكن كانت الثورة الحقيقية في عالم الرياضيات بسبب العالم المسلم محمد الخوارزمي، الذي اخترع الأرقام العربية المستخدمة اليوم في أوربا، بالإضافة إلى تطويره حلولًا للمعادلات المعقدة عُرفت بالخوارزميات، وهو ما أسهم في نشأة علم الجبر، وترجم “روبرت التشستري | Robert Of Chester” أعمال الخوارزمي إلى اللاتينية، لتترجم الخوارزميات إلى Algorithms

ارتبط بعدها تقدم الخوارزميات بعلماء أوربا، ففي عام 1822م حاول العالم “تشارلز بابيج | Charles Babbage” تصميم أول نظام حاسب آلي، يدمج بين الخوارزميات والمحرك التحليلي، لتستطيع الآلة أن تحوّل البيانات المدخلة إلى نتائج مفيدة بعد حلها للمعادلات، وأكمل من بعده العلماء محاولين تحقيق هذا الهدف، حتى وصل “آلان تورنج | Alan Turing” في أعقاب الحرب العالمية الثانية، مقدمًا ورقة بحثية عما يعرف الآن بالذكاء الاصطناعي، طامحًا ألا تكتفي الآلة بحل المعادلات بناءً على مدخلات من الإنسان فقط، بل تفكر أيضًا في المدخلات واتخاذ قرارات خارج الرعاية الإنسانية.
من خلال تراكم الجهود والتطور التقني، وصلنا في النهاية إلى عصر منصات التواصل الاجتماعي، إذ لعبت الخوارزميات دورًا حيويًّا في طريقة عمل هذه المنصات، فبينما تدفقت البيانات الضخمة والعشوائية من مختلف المصادر، بدأت الخوارزميات في إجراء عمليات متعددة عليها، تحليلًا ومعالجة وتصنيفًا، لتخرج لنا في النهاية نتيجة تتمثل في الترشيح أو التوصية، فعلى سبيل المثال، في أثناء تصفحك لمواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك أو إنستجرام، قد تجد نفسك محاطًا بالمحتوى الذي صُفِّيَ وفقًا لاهتماماتك وتفضيلاتك الشخصية، وهذا يتم بواسطة الخوارزميات التي تعمل خلف الكواليس لتحديد ما يجب عرضه لك وفقًا لبياناتك وسلوكك السابق.
الفكرة من كتاب عالم منقى:كيف سطحت الخوارزميات الثقافة
هل يمكن أن تكون ثقافتنا مجرد نتيجة للخوارزميات التي تحكم ما نراه وما لا نراه؟ يعتقد كثيرون أن قوة الخوارزميات تقتصر على العالم الرقمي فقط، لتنتهي تأثيراتها عند ترشيح أمر ما، أو إيصال محتوى منشور إلى أكبر عدد من المستخدمين، ولكن تلك معرفة قاصرة جدًّا عن طبيعة الخوارزميات.
تمتد قوة الخوارزميات لتخترق حدود المنصات الاجتماعية، وتعبث بثقافتنا وتشكلها حسب قوانين جديدة، سنطوف في زوايا ثقافتنا المعاصرة لنتفحص تلك الآثار، ونرى إن كنا نملك القدرة الكاملة للسيطرة على خياراتنا الثقافية أم إننا نُقاد إليها فقط، وهل نحب حقًّا ما نحب، وكيف يبدو عالمنا من وجهة نظر البيانات.
مؤلف كتاب عالم منقى:كيف سطحت الخوارزميات الثقافة
كايل تشايكا: هو كاتب موظف في مجلة “ذا نيو يوركر | The New Yorker” يغطي التكنولوجيا والثقافة على الإنترنت، ظهرت أعماله أيضًا في مجلة “ذا نيو ريبابليك | The New Republic”، ومجلة “نيويورك تايمز | New York Times”، و”هاربرز | Harpers”، له كتاب آخر بعنوان:
The Longing for Less: Living with Minimalism
ملحوظة: لا توجد ترجمة عربية لهذا الكتاب.