تاريخ الإدارة
تاريخ الإدارة
من الحقائق التي لا مفرَّ منها أنه لا بديل عن مراجعة الماضي لتعامل أفضل مع الحاضر وتخطيط جيد للمستقبل وتجنُّب تكرار الأخطاء، لذلك نتحدَّث عن تاريخ الإدارة، وإن كانت الخطيئة الأولى لأبي البشر آدم (عليه السلام)، كما يصف ثيودور ليفيت، قد حدثت في الجنة للفضول والاستطلاع ولم تحدث في سوق أو اجتماع، فكيف يكون الأمر في الجانب المهني بمغرياته اليوم؟ إننا نجد في قوانين حمورابي التي وُجدت منذ أكثر من أربعة آلاف سنة تأكيدًا لأخلاقيات المهنة وإرشادات لمختلف المهن من نجارة وطب وبناء وغيرها، وقد بلغت مواد القانون المتعلقة بأخلاقيات المهنة فيها 282 مادة فكانت بمثابة أقدم مدوَّنة أعمال قانونية تتناول أخلاقيات المهنة، وأما الحضارة المصرية القديمة فيمدح دراكر المديرين الذين تولوا مهمة بناء الأهرام ويصفهم بأنهم الأفضل، واليونان القديمة والرومان على خلاف ذلك إذ منحوا أهمية أقل للتجارة وجعلوا التجار في مرتبة أدنى، بينما اعتمدت الصين القديمة على فلسفة الطاو في تهذيب الأخلاق وانعكس هذا بدوره على الأعمال، ثم جاءت الأديان السماوية فكان اليهود -كما يرى الكاتب- أكثر تقبلًا للأعمال التجارية بغير محظورات، بينما قاومت الكنيسة في البداية الأنشطة التجارية وجمع الثروات واعتبرتها شيئًا خارجًا على المسيحية حتى جاءت عصور النهضة، وأما الإسلام فتوسَّط في كل ذلك حيث ربط بين التجارة وسعي الإنسان للرزق وتحقيقه للواجبات والمنهج الرباني في تجارته وسائر حياته، ومنذ الثورة الصناعية شهد العالم ظهور أيديولوجيات كالماركسية ومفكرين وروَّاد كآدم سميث وتايلور أثَّروا في أخلاقيات الإدارة بشكل عام.
وأما في عصرنا فإننا نجد أنفسنا أمام اتجاهين في الإدارة: الأول يعولم الإدارة وأخلاقياتها فيسعى لتوحيد جوهرها ومبادئها دون أي اعتبار للتمايز الثقافي أو لخصوصيات واختلافات كل دولة عن الأخرى، والاتجاه الثاني يؤكد قيم وخصوصية كل دولة وكل تجربة، ويسعى للاستفادة من النُ~ظم والأساليب المتبعة في الدولة ذاتها اعتمادًا على هويتها وثقافتها وتاريخها الخاص بها لا الانصهار تحت مظلة ثقافة واحدة موحدة.
الفكرة من كتاب أخلاقيات الإدارة ومسؤولية الأعمال في شركات الأعمال
“الموظف رقيق القرن العشرين” جملة ساقها الأديب المصري عباس العقاد في حديثه عن استقالته من الوظيفة عام 1907م تدفعنا إلى التساؤل عما إذا كانت النظريات السائدة في الإدارة والأعمال حينذاك تجاهلت حقوق الموظف والعامل كإنسان لتكون الوظيفة كما يصفها العقاد “رقًّا” وعبودية؟ وإن كان الحال كذلك عصر العقاد فكيف كان في العصور السالفة وكيف هو الآن؟
يستعرض الكتاب مقدمة تاريخية عن أخلاقيات الإدارة والعمل وقضاياها المعاصرة وتطوُّراتها وأنسنتها كما يلمس تحوُّلاتها في القطاعات المهنية المختلفة مناقشًا تجارب الدول في الإدارة وانعكاساتها على أخلاقيات الإدارة.
مؤلف كتاب أخلاقيات الإدارة ومسؤولية الأعمال في شركات الأعمال
د. نجم عبود نجم: كاتب ومُحاضر بكلية الاقتصاد والعلوم الإدارية، ويهتم بالتأليف في مجال الإدارة والأعمال.
ومن أبرز مؤلفاته:
إدارة الابتكار.
إدارة الجودة الشاملة.
القيادة الإدارية في القرن الـ21.