تاريخ الإبداع الإنساني أهم من تاريخ الإنسان
تاريخ الإبداع الإنساني أهم من تاريخ الإنسان
على الكاتب المبتدئ أن يدرس تاريخ الأدب وتطوره في كل من صورتيه الشفهية والمكتوبة، ليكون على دراية بالمعنى الفني كدرايته بالمعنى التاريخي، كي يتمكن من أداء ما يكتب بشكل أفضل وأكفأ، وبجانب ذلك عليه دراسة الأدب الإنساني العالمي ككل، فجوهر الحياة الإنسانية واحد في كل زمان ومكان، فمنذ بداية التاريخ تضافرت كل الجهود للإحاطة بذلك الجوهر الكامن في كل واحد فينا وتخليصه من الخرافات والأوهام، ففي كل مكان هناك هؤلاء المتمردون الذين يسعون لقلب واقعهم الشنيع، والإنسان وإن عاش مئة عام يموت، أما أعماله فتعيش قرونًا بعده لتُغيّر في الواقع، فتاريخ الإبداع الإنساني أهم بكثير من تاريخ الإنسان نفسه ولذلك فهو يستحق الدراسة.
ولنجاحات العلم الأسطورية وسرعة تطوره دليل على معرفة العالِم لتاريخ تطور علمه وكيف وصل إلى الصورة التي عليها، ففي كل من العلم والفن تلعب عمليتا المراقبة والمقارنة الدور الرئيس، فالعالِِم والفنان لا بد أن يكون لهما من الخيال والحدس ما يساعدهما على إكمال الحلقات الناقصة في سلسلة الحقائق التي رصداها، ليخرجا لنا بإبداعات تسمى “الفرضيات العلمية”.
فهنري بلزاك، أحد أعظم الروائيين الفرنسيين، من خلال مراقبته لسيكولوجيا الناس وانفعالاتهم، كتب عن سوائل قوية في جسم الإنسان لا يعرفها العلم، تبدو واضحة من سماته النفسية، وبعد عشرات السنين كشف العلم عن وجود تلك السوائل التي سموها “الهرمونات”، ومطابقات كهذه بين الإبداع العلمي والأدبي ليست بقليلة، فكل عالم فنان، وكذلك كل فنان عالم.
الفكرة من كتاب كيف تعلمت الكتابة ومقالات أخرى
يشاع بين كثير من الناس أن الكتابة مثلها مثل الرسم والخطابة، موهبة فطرية في الإنسان لا يمكن اكتسابها بالمران والتدريب، بل تولد معه ويستعملها كما يشاء وقتما يشاء، دون تعب يُذكر أو مجهود يُرهق، وهذا ظن خاطئ تمامًا، فالكتابة مهارة كأي مهارة تُكتسب بعدد من القواعد المعرفية التي يجب أن يحيط بها الكاتب لينطلق منها، وهنا يعرض الكاتب السوفيتي الاشتراكي مكسيم غوركي بعض تلك القواعد التي ساعدته على الكتابة والتأليف.
مؤلف كتاب كيف تعلمت الكتابة ومقالات أخرى
أليكسي مكسيموفيتش بيشكوف: المعروف بمكسيم غوركي، وهو أديب وناشط سياسي ماركسي روسي، ولد في مدينة نوف غورد (التي تسمى الآن غوركي تيمنًا به) عام 1868م، ولم يكد يبلغ العاشرة حتى صار يتيم الأب والأم. وكان جده الذي رباه بعدهما قاسيًا، فانطلق من صغره لينخرط في صفوف الناس ويعاشرهم ويكتشف قسوة الحياة وشناعتها، مُعانيًا ظلم المتعسفين من الناس، مما أيقظ كرهه الشديد لكل مظالم الأرض ودفعه للتمرد، وبعد ذلك دفعه للكتابة عما رآه من المظالم.
رُشح لجائزة نوبل في الآداب خمس مرات، ومن أهم أعماله:
فوما غوردييف.
الأصدقاء الثلاثة.
رواية “الأم”.
معلومات عن المترجم:
مالك صقور: قاص وناقد ومترجم سوري ولد عام 1949م، حصل على درجة الماجستير في الأدب المقارن، من أشهر ترجماته:
العسس الليلي.
أسس الإبداع عند دوستويفسكي.