تابع الأوهام التي تضلل المديرين
تابع الأوهام التي تضلل المديرين
يمثل وهم إمكان تحقيق الشركات مستوًى رفيعًا من الأداء أحدَ الأوهام الأخرى الشائعة في عالم إدارة الأعمال، عن طريق القيام بمجموعة من الخطوات المحددة داخل الشركة، مهما كانت طبيعة الأسواق التي تنافس فيها هذه الشركة وقوة المنافسين، إذ لا يكفي أن يكون الأداء الداخلي للشركة جيدًًا كي تضمن هذه الشركة تحقيق معدل مرتفع من الأداء في الأسواق التجارية، وهناك عديد من الأمثلة للشركات كانت تمتلك أداءً جيدًًا داخل الشركة، لكنها مع ذلك لم تحقق الأرباح أو حققت مبالغ منخفضةً من الأرباح، نتيجة تفوق الشركات المنافسة، وامتلاك الشركات المنافسة حصصًًا أكبر من الأسواق.
كذلك يقع كثيرٌ من المديرين والمهتمين بعالم الأعمال في فخ التصديق بوجود استراتيجيةٍ محددةٍ يمكن اعتمادها، كاستراتيجيةٍ تضمن تحقيق النجاح لأي شركة، لذلك لا يمانع هؤلاء المديرين التصديق بعديد من الدعاوى التي تطلقها كتب الأعمال مثل أن الشركات التي تتبع استراتيجية التركيز على هدف واحد وتسعى إلى تحقيقه هي الشركات التي تضمن تحقيق معدلٍ مرتفع من الأداء، رغم أن هذه الدراسات تتجاهل حقيقة وجود عديد من الشركات التي استطاعت تحقيق مستوًى رفيع من الأداء عن طريق اتباع استراتيجية التركيز على أهداف عديدة والتغيير من اتجاهاتها بناءً على تغيرات السوق بدلًًا من التركيز على هدف واحد.
وباختصار، لا توجد استراتيجيةٌ واحدةٌ يمكنها أن تضمن تحقيق النجاح لأي شركة، نتيجة اختلاف الأسواق والمنافسين والمستهلكين وعديد من المتغيرات الأخرى.
كذلك يقع كثير من المديرين في عالم الأعمال في فخ التصديق بوجود مبادئ شاملةٍ للإدارة، يمكن تطبيقها في أي مؤسسةٍ، بغض النظر عن المجال الذي تعمل فيه، وحجم هذه المؤسسة، وقوة منافسيها.
ورغم أنه من المعلوم لدى المديرين أن علم الإدارة لا يحتكم إلى مجموعة من القوانين والمبادئ الثابتة كما هو الحال في العلوم التجريبية، إذ توجد عديد من المتغيرات في عالم الأعمال يصعب التحكم فيها والوصول إلى مجموعةٍ من النتائج المؤكدة، فبسبب الرغبة البشرية القوية في تحديد الاتجاهات والخوف من عدم اليقين، يُصدق المديرون بكثيرٍ من دعاوى كتب الأعمال التي تزعم التوصل إلى المبادئ الشاملة لعلم الإدارة.
الفكرة من كتاب تأثير الهالة.. وثمانية أوهام أخرى تضلل المديرين في عالم الأعمال
ينجذب المديرون في عالم الأعمال تحت ضغط تحقيق مزيدٍ من الأرباح إلى الكتب التي تزعم كشف أسرار النجاح في عالم الأعمال، ورغم أنه من الصعب في معظم الأحيان معرفة الأسباب الدقيقة وراء نجاح بعض الشركات وفشل بعضها الآخر؛ نتيجة كثرة العوامل التي تؤثر في أداء الشركات بصورةٍ أو بأخرى، فإن عديدًا من كتب الأعمال تدعي معرفة الأسباب الدقيقة وراء هذا النجاح، وتحتل هذه الكتب قمة الكتب الأكثر مبيعًًا وشهرة.
وعلى الرغم من جميع المزاعم التي تدعيها هذه الكتب، التي من أبرزها الالتزام بالدقة العلمية، فإن القليل منها فقط هو ما يقدم إجاباتٍ حقيقية يمكن الاعتماد عليها نتيجة وقوع الدراسات التي تعتمد عليها هذه الكتب في كثير من الأوهام المضللة.
يحتوي هذا الكتاب على التعريف بهذه الأوهام المضللة، التي تجعل المهتمين بعالم الأعمال يعتقدون بعديد من الأحكام غير الدقيقة حول الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع معدل أداء الشركات.
مؤلف كتاب تأثير الهالة.. وثمانية أوهام أخرى تضلل المديرين في عالم الأعمال
فيل روزنتسفيغ : درس روز الاقتصاد وإدارة الأعمال في جامعة كاليفورنيا، ثم نال شهادة الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا، وعمل أستاذًًا في كلية هارفارد للأعمال لمدة ست سنوات، ثم عمل بعد ذلك أستاذًًا في المعهد الدولي للتطوير الإداري الموجود في سويسرا، له عديد من الخبرات في التعامل والتعاون مع الشركات الرائدة المتعددة الجنسيات في مسائل وضع الاستراتيجيات والتنظيم.
من مؤلفاته:
Left Brain, Right Stuff: How Leaders Make Winning Decisions.