تأملات في القرآن
تأملات في القرآن
اكتسب مفهوم شمولية الإسلام في العقود الأخيرة معنى جهاديًّا ومطلبًا لحل مشكلات المسلمين دون المذاهب الدخيلة، والحقائق الدينية والأخلاقية هي الحقائق الوحيدة الصحيحة عن الحياة والإنسان ومن دونهما لا يصبح لشيء معنى ولا هدف، وإنَّ الذي يفرق بين مجتمع وآخر هو النظام القائم فيه والرجال الذين يكونونه، لذا فإن تربية الإنسان هي العنصر الأهم لنظام المجتمع.
إن القرآن كل لا يتجزأ وبمداومة التلاوة نكتشف أشياء جديدة، فالتغيرات التي تحدث فينا ومن حولنا تمكننا من الغوص في عمق جديد غفلنا عنه من قبل مع أن القرآن واحد لا يتغير، وكثير من الناس يقلِّلون من فائدة استماع القرآن لأنهم لا يفهمونه ولكن للقرآن سطوة على النفوس والمؤمن به سيفهمه بشكل أو بآخر، وحين نتدبَّر القرآن لا نجده يتضمَّن حلًّا لجميع المسائل الواقعة بحياتنا، ولكن يشمل الحقائق الأساسية الثابتة التي تحدِّد سلوك الإنسان ومصيره.
فالقرآن يربي الإنسان على أنه مسؤول عن تصرفاته وليس لأحد استغلاله، كما يرسم علاقاته بالمخلوقات، وقبل ذلك يجعله يقف وحيدًا أمام الإيمان والكفر والخير والشر، ولن يكسر وحدته إلا الوحي، فالوحي ليس علمًا ثمينًا فحسب، بل هو علم لا بديل عنه، و يقدم القرآن أعلى مثال للوحدانية بترسيخ الإيمان بوجود الله وبأنه الخالق الغفور، وهو من الوضوح بحيث يقترب من قلب وعقل كل إنسان، والعقل والعلم، وإن كانا لا يرتقيان للحكم على الدين أو تأسيس أركانه، يوسعان آفاقنا وإعجابنا بالدين.
والعدل أسمى تلك المطالب الأخلاقية التي يطالبنا بها القرآن، وبه يصبح مجتمع الإسلام “مجتمعًا بلا ترف ولا فقر”، ومن مضامينه ألا يوجد معياران للأخلاق: أحدهما لفئة والآخر لأخرى، ومن عدله إدانته الشديدة للربا والحث على الكسب من عرق الجبين بدل استغلال الآخرين، واهتم القرآن بالإخلاص، ولكنَّ “الإسلام المعاصر” نموذج لقليل من الدين الخالص وكثير من الدين الشكلي، واهتمامنا الشكلي بالقرآن أبعدنا عن الإصغاء إلى كلماته الصارمة التي تدعو إلى تغيير الإنسان جذريًّا.
الفكرة من كتاب عوائق النهضة الإسلامية.. مجموعة مقالات
ظهر الركود الحضاري في العالم الإسلامي، والذي يسميه البعض “ليل الإسلام”، منذ الاستعمار الإنجليزي للهند إلى نهاية الحرب العالمية، إلا أن جذوره وأسبابه أبعد من ذلك.
تناقش هذه المقالات القصيرة أسباب تخلُّف الشعوب الإسلامية والتي منها ما يمكن إخضاعه للتحليل والإدراك، ومنها ما هو كامن في قلوب البشر وإرادتهم.
مؤلف كتاب عوائق النهضة الإسلامية.. مجموعة مقالات
علي عزت بيجوفيتش: مفكر وفيلسوف، وأول رئيس لجمهورية البوسنة بعد استقلالها، قاد شعبه للجهاد ضد الصرب ماديًّا ومعنويًّا. وُلد في الثامن من أغسطس عام ١٩٢٥، ووافته المنيَّة في ١٤ أكتوبر عام ٢٠٠٣. حاز جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام ١٩٩٣.
من أهم مؤلفاته: “الإسلام بين الشرق والغرب”، و”الإعلان الإسلامي”، و”هروبي إلى الحرية”.