تأقلم بثقة وابحث عن صوتك
تأقلم بثقة وابحث عن صوتك
لا شك أن الثقة بالنفس عادة ضرورية للنجاح، إلا أن حب الأنا وتضخُّم الذات معوِّقان لمن يريد النجاح، فمن يُصاب بتضخُّم “الأنا” تجده يعتقد أنه على صواب دائمًا في كل وقت وفي كل حال، فأحيانًا يلجأ إلى الحيل والتلاعب ليثبت أنه على حق، كما أنه يتراجع أحيانًا عن البذل والإقدام ظنًّا منه أنه لن يُقدَّر التقدير المناسب له، والحل ألا تجعل الأنا تعوقك عن استخراج أفضل ما لديك، لا تلعب دور الضحية، وتتوقَّف عن الاجتهاد في العمل كنوع من العقاب بممارسة السلبية لأن ذاتك غير مقدرة، وكن صريحًا مع نفسك، ولا تسمح لمن حولك بالسلبية، وإن كانوا على خطأ فلا تبخل بإضافة إسهامك الفريد، وكن واثقًا من نفسك دون أن تتضخَّم ذاتك بطريقة تؤثر سلبًا في أدائك.
من عوامل النجاح وتقديم الإسهام الفريد أن تسأل نفسك؛ ما الأمر الذي ينبغي فعله دون طلب من أحد، وإنما مبادرة مني؟ ثم سل نفسك ثانية؛ كم أمضي في هذا الأمر من وقت يوميًّا؟ هذا العمل هو صوتك الداخلي، وهو العمل الذي ستجيء بعدما تنجزه وتشعر بالفخر من نفسك أنك نجحت في إتمامه، إلا أن غالب الناس لا يُقدمون على المخاطرة، وإنما يختارون البقاء لتنفيذ الأوامر، ويهربون من كل مبادرة ذاتية ولو كانت صغيرة، ويفضلون البقاء في “الظل”، والبقاء في الأنشطة التي تشعرهم بالإنجاز، لكنها في الحقيقة تطمس معالمهم الحقيقية ومواهبهم الكامنة وأصواتهم الداخلية.
وحل هذا الإشكال يكمن في الاستماع لصوتك الداخلي، وأن تسأل نفسك ما المخاطر الصغيرة التي يمكنك القيام بها يوميًّا، في مجازفات محسوبة تنتج لك مع الوقت عملًا نابعًا من داخلك، تفخر به فيما بعد.
الفكرة من كتاب مُت فارغًا
في عام 2009 فقدت فتاة تُدعى كاندي شانج شخصية مقربة منها بشكل مفاجئ، كانت بمنزلة أُمٍّ لها، ومن ثم بدأت تفكر في معاني الموت والحياة، وفي الطريقة المثلى التي يمضي بها الإنسان عمره ليخرج أفضل ما بداخله ويستثمر طاقاته وقدراته، وبمساعدة أصدقاء لها صنعت سبورة كبيرة على بيت مهجور، وكتبت عليها عبارات “قبل أن أموت أريد أن…”، وتركت فراغًا ليكمله كل من يمر على السبورة، وكانت النتيجة مذهلة، إذ بدأ المارة يكتبون رغباتهم وأحلامهم، فهناك من يسعى للسفر إلى مكان ما، وآخر يود أن يصبح مُغنيًا فيسمعه الملايين، وثالث يود أن يؤلف كتابًا.
والسؤال الذي لا بدَّ للمرء أن يوجهه إلى نفسه؛ ماذا تود أن تفعل قبل موتك؟ ما الهدف والغاية التي تستثمر بها طاقاتك وتخرج بها أفضل ما عندك؟ فكم من آلاف الطموحات والأفكار التي لم تنفذ، وملايين الاختراعات التي لم يعمل أحد على تحقيقها، وعشرات الأحلام التي تخلى عنها أصحابها سعيًا وراء لقمة العيش حتى لقمتهم الأيام ولفظتهم الدنيا إلى القبور!
مؤلف كتاب مُت فارغًا
تود هنري Todd Henry: كاتب ومحاضر، مهتم بمسائل وقضايا التطوير والإبداع والإنتاجية، ومساعدة الأفراد والمؤسسات على توليد الأفكار المبتكرة، وقد صدر له عدة كتب في هذا المجال، حملت عناوين “أعلى صوتًا من الكلمات Louder than Words”، و”مبدعٌ بالصدفة The Accidental Creative”، و”ترويض النمور Herding Tigers”، و”شفرة التحفيز The Motivation Code”، والكتاب الذي بين أيدينا وهو الوحيد المترجم من بين كتبه “مُت فارغًا Die Empty” .