تأزُّم العلاقات بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية
تأزُّم العلاقات بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية
في عام 2004 زار الرئيس مبارك الولايات المتحدة الأمريكية، وأدرك منذ وصوله أن واشنطن قد قرَّرت إعداد العدَّة لرحيله عن حكم مصر، إذ ركَّزت وسائل الإعلام والصحافة على ملفَّات حقوق الإنسان، وتحدثوا عنه بوصفه “الرجل العجوز” الذي يجب أن يرحل، وأن مصيره يجب أن يكون مثل مصير صدام حسين في العراق، والسبب أن مبارك رفض خلال مباحثاته مع جورج دبليو بوش المقترحات الأمريكية التي تقضي بمنح الفلسطينيين جزءًا من سيناء، وإقامة قاعدة عسكرية أمريكية على الأراضي المصرية، وأدركت واشنطن أن تحقيق الهدف يكمن في خطة “الجيل الرابع من الحروب” التي تعتمد على تفتيت الدول إلى دويلات صغيرة عرقية وطائفية دون خسائر أمريكية في المقابل، وقد سأل مبارك اللواء عمر سليمان قائلًا: “ما رأيك فيما يحدث؟”، فأجابه عمر سليمان: “أعتقد أن المؤامرة أصبحت واضحة الآن، وعلينا أن نستعد!”.
بعد هذه المقابلة بين مبارك وبوش، رصد جهاز المخابرات العامة منذ عام 2005 خروجًا أمريكيًّا على برنامج المساعدات الاقتصادية المقدمة إلى مصر، إذ خُصِّصت مبالغ كبيرة منها ما بين 10: 20 مليون دولار لصالح تمويل عدد من المنظمات التي كانت تلعب دور “الطابور الخامس” وما أسمته (برنامج الديمقراطية والحكم الرشيد) لصالح أجندات الغرب وأمريكا وإسرائيل، وهذه المساعدات كانت تقدم إلى مصر وفق المادة السابعة من اتفاقية كامب ديفيد التي تنصُّ على: “أن ينشأ برنامج للمعونة الاقتصادية تقدَّم إلى مصر كنوع من ثمار السلام مع إسرائيل”، وكانت هذه الأموال يتم التصرف فيها باتفاق بين الحكومتين المصرية والأمريكية، وقد حافظت أمريكا على هذا الاتفاق حتى عام 2004 وهو عام الأزمات بين مبارك وبوش، وتصرَّفت دون علم الحكومة المصرية، وقد اشتاط مبارك غيظًا وطلب من الحكومة الاعتراض رسميًّا على ذلك، والتوقُّف على الفور عن هذا العبث، لكن لم تعطِ أمريكا اهتمامًا لاحتجاج الحكومة المصرية ومضت في طريقها، وفي عام 2007 حدث تطوُّر مهم، وهو قيام الرئيس بوش بتخفيض حجم المعونة المصرية نحو النصف، فلم تجد الحكومة المصرية أمامها من خيار سوى التوقُّف عن استخدام برنامج المساعدات الأمريكية، والتي عادت مرة أخرى بعد عامين بوصول باراك أوباما إلى الحكم في عام 2009، وكان عمر سيلمان دائمًا ما ينصح مبارك بالقيام بإجراءات حاسمة ورادعة، إلا إن مبارك كان يرى تجميد الموقف حتى لا يحدث صدام.
الفكرة من كتاب الصندوق الأسود.. عمر سليمان
يكشف الكتاب عن مجموعة من الأحداث والمؤامرات التي جرت خلال العقدين الأخيرين، والأوضاع المتردِّية التي أدَّت إلى قيام ثورة يناير، ويبيِّن دور اللواء عمر سليمان بوصفه رئيسًا للمخابرات العامة المصرية، ثم بوصفه نائبًًا لرئيس الجمهورية إبَّان ثورة يناير، وسبب وفاته الغامض، وذلك من خلال لقاء أسرة اللواء عمر سليمان والأطباء المشرفين على صحَّته.
مؤلف كتاب الصندوق الأسود.. عمر سليمان
محمد مصطفى بكري: هو كاتب صحفي، وسياسي، وإعلامي، وعضو حالي بمجلس النواب دورة 2016، كما أنه يشغل منصب رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير جريدة الأسبوع، ويقدم حاليًّا برنامج “حقائق وأسرار” على قناة صدى البلد، وله عدَّة مؤلفات منها:
الإرهاب الصهيوني.
معركة 1956.
كلمات في الزمن الصعب.
فضفضة.
العراق: المؤامرة – الخيانة – الاحتلال.
لحظات فاصلة.. غزة – أريحا.
الأوراق السرية.
مخاطر السوق الشرق أوسطية.
الفوضى الخلاقة أم الفوضى المدمرة.