تأثير حضور الصبغات اللونيَّة
تأثير حضور الصبغات اللونيَّة
لا يختار المُصمم مجموعةً من الألوان عبثًا، بل بناءً على الرسالة التي يود العميل توجيهها إلى المشاهدين، والمشاعر التي يرغب في استثارتها، فاللون يؤثر في العقل اللا واعي، وهذا يبدو منطقيًّا أمام حقيقة أن ثمانين بالمئة من الإدراك الحسي يتحدد بحاسة البصر، وقد أكد الدكتور كَارلُو رَايمودو | Carlo Raimudo مدير كلية التصميم والألوان في سيدني الأستراليَّة من خلال تجربة أجراها على طلابه أن إضافة الألوان إلى محيطنا تحسن من الإنتاجيَّة والمزاج، كما نسب الطبيب النفسي كارل يونج | Carl Jung معاني إلى ألوان مُعينة، واهتم عراب علم النفس سيجموند فرويد | Sigmund Freud بتأثير اللون في العقل.
ولا بد من إدراك أن تأثير الألوان يختلف باختلاف السن والجنس والثقافة والموقع الجغرافي، وكذلك التجارب السابقة، وهذا يُمثل تحديًا أمام المُصمم إذا استهدف التصميم مجموعةً واسعةً مُتنوعة.
وتختلف دلالات الألوان باختلاف الدول، إذ يرتبط الزفاف في الدول الغربيَّة باللون الأبيض، في حين يُعد لونًا جنائزيًّا في الدول الشرقيَّة، ويرتبط الزفاف في الصين باللون الأحمر، وأي لون مقبول في تايلاند ما عدا اللون الأسود، وقد تبدو هذه الارتباطات واضحةً أو غامضةً ومصدر سوء فهم، لكن بمجرد البحث وفهم هذه الارتباطات يُصبح اختيار الألوان بنسبة تتراوح من ثمانين إلى تسعين بالمئة يستند إلى العقل، وبنسبة عشرة بالمئة إلى الإلهام والتجربة والخطأ، فاختيار ألوان مُشبعَة قويَّة لتصميم مواد جانبيَّة في “سْبا” يُعد أمرًا نادر الحدوث،
واختيار الألوان الزاهيَّة عند تصميم إعلان ترويجي لبرنامج عن اكتئاب الأطفال قرار غير مُوفق، وعلى الرغم من أن هذا النوع من التصاميم يتطلب ألوانًا قاتمة، لا يقتصر عليها المُصمم لأن الألوان القاتمة تمتص الضوء، والاقتصار عليها يجعل التصميم غير مُتباين والمحتوى صعب القراءة، لكن الألوان الزاهية إذا اجتمعت معًا تجعل التصميم مبهرجًا، وتؤدي إلى حدوث توترٍ بصري، لذلك من الضروري أن يوازن المُصمم بين الألوان العاكسة للضوء وتلك التي تمتص اللون مع مراعاة رسالة التصميم.
الفكرة من كتاب أساسيَّات اللون في التصميم: دليل يبيّن مدى تأثير اللون في التصميم
ما الذي يخطر على أذھاننا عند ذكر اسم علامة تجاريَّة؟ ماذا عن كلمة كوكاكولا على سبيل المثال؟ عند ذكرها سرعان ما يخطر على ذهننا اللون الأحمر الذي يُغطي الغلاف الخارجي، وهو ما يميزها من باقي الشركات المُنافسة، إذ تتخذ كل علامة تجاريَّة تصاميم وألوانًا مُميزة لجعل علامتها سهلة التذكر، والدليل على ذلك تذكرنا للمصارف والمؤسسات الماليَّة عند رؤية الألوان الباهتة، وكذلك ارتباط اللون الأخضر بالحركات المُناصرة للبيئة والمنتجات العضويَّة.
فاللون له أهمية كبيرة في بناء العلامات التجاريَّة وترك انطباع بصري مُميز، وإثارة مشاعر لدى المشاهدين، وليتمكن المُصمم من اختيار توليفات ألوان متناسقة متناسبة مع محتوى التصميم، عليه أن يفهم الألوان بشكل أعمق، وأن يعرف سُبل تنسيقها، ومدى ارتباطها بالحالة العاطفيَّة، ودلالاتها على الثقافات المختلفة، ولأن الإلمام بكل هذه الجوانب يُمثل مشكلة لدى المُصممين، جمعتها الكاتبة في هذا الكتاب.
مؤلف كتاب أساسيَّات اللون في التصميم: دليل يبيّن مدى تأثير اللون في التصميم
آريس شيرن: مؤلفة ومصمِّمة، وأستاذة مشاركة في التصميم الجرافيكي في جامعة سانت جون بمدينة نيويورك، حصلت على درجة البكالوريوس من معهد شيكاغو للفنون، وعلى درجة الماجستير في الفنون من معهد روتشستر للتكنولوجيا، وأسست شركة Fit To Thrive الاستشارية، كما ألَّفت مؤلفات عِدَّة، منها:
The Graphic Design Reference & Specification Book: Everything Graphic Designers Need to Know Every Day.
Introduction to Graphic Design: A Guide to Thinking, Process & Style.
Forms, Folds and Sizes: All the Details Graphic Designers Need to Know but Can Never Find.