تأثير تجارة الرق في أفريقيا
تأثير تجارة الرق في أفريقيا
بعد مرحلة إلغاء الرق في أفريقيا انتشرت الحروب والصراعات بين القبائل الأفريقية من خلال إدخال الأسلحة النارية بالاستيراد من الخارج، وأدى ذلك إلى الدمار في الإنتاجية والتنمية الشاملة في القارة وهجرة السكان إلى الخارج، فقد دمرت ممالك عديدة في أفريقيا مثل مملكة “المانيكو نغو” في حوض نهر زائير، ومملكة “لواندا” في أنجولا، ومملكة “المومو موتابا” في موزمبيق وأصبحت أفريقيا عبارة عن فوضى عارمة نتيجة الصراعات بين القبائل.
وأيضًا من تأثير الرق في أفريقيا غياب الشباب الأفريقي، ما أدى إلى شيخوخة المجتمعات وإصابتها بحالة من الاكتئاب نتيجة الحزن على فراق الابن أو الزوج أو الأخ، فصارت أفريقيا دون أمل في المستقبل، ونقص عدد السكان في كلٍّ من أنجولا وموزمبيق وزائير.
فقد ساعدت تجارة الرق على إنتاج مجتمع تابع للغرب، وبعد إلغاء الرق ظهرت مشاكل اجتماعية في كل الدول الأفريقية نتج عنها عدم الأمان والاضطراب والغموض، واستخلص منها الأوروبيون أن الأفارقة غير قادرين على حكم أنفسهم في سلام، وبذلك رفعت أوروبا أعلام الحضارة لتبرر حكمها للبلاد الأفريقية ولكن في حقيقة الأمر أن الأفارقة لم يتركوا ليحكموا أنفسهم، بل تم استغلالهم.
الفكرة من كتاب تجارة العبيد في أفريقيا
يتضافر هذا الكتاب مع كتاب “العبودية في أفريقيا” الذي يوضح معاملة العبيد الأفارقة، وقد عرفت القارة الأفريقية ظاهرة الرق قبل مجيء الأوروبيين إليها، فكان الرق مكونًا حيويًّا في إطار المجتمع، وله مكان معين تحدده التقاليد السارية والعادات، ولكن تحولت على يد الأوروبيين إلى عملية وحشية من الصيد الذي لا يرحم، وبعد انتهاء مرحلة الاسترقاق في القارة الأفريقية اتجهوا إلى السيطرة على القارة بأكملها شعبًا وأرضًا، وبدأت مع مرحلة الاستعمار الانقسامات بين أبناء القارة مما ساعدهم على عملية الغزو والسيطرة على أراضي القارة وجني ثرواتها منها.
مؤلف كتاب تجارة العبيد في أفريقيا
عايدة العزب موسى: كاتبة مصرية متخصِّصة في الشأن الأفريقي، ولديها الكثير من الأعمال حول أفريقيا، ولها العديد من المؤلفات والكتب منها: “محنة الصومال من التفتيت إلى القرصنة”، و”جذور العنف في الغرب الأفريقي”، و”حالتا مالي ونيجيريا”.