تأثير القصص الخيالية في القراء
تأثير القصص الخيالية في القراء
رأى الفيلسوف أفلاطون أن القصص الخيالية ليست مفيدة وأنها تبعدنا عن الحقيقة وتُدمر رشدنا، ويخالفه الكاتب الرأي، إذ يرى أن القصص الخيالية تُقربنا من حقائق وضعنا الإنساني، وفي سبيل إثبات هذا الرأي، أجرى مع فريقه بحثًا عن تأثير القراءة، واكتشف فيه أن القصص الخيالية ترتبط بمجال معرفي محدد وهو الذوات في العالم الاجتماعي.
ولهذا قاموا باختبار معني بقياس القدرات الاجتماعية لدى القراء، واكتشفوا أنه كلما ازدادت قراءات الأشخاص للقصص الخيالية تحسن أداؤهم في اكتشاف الحالة العقلية للأشخاص من عيونهم فقط، وأيضًا زاد إدراكهم الحسي.
كما تناولوا تأثير القراءة في القراء أنفسهم، من خلال تكليف المشاركين إما بقراءة قصة (السيدة صاحبة الكلب الصغير) لأنطون تشيخوف، التي تدور حول علاقة غرامية بين شخصين متزوجين، وإما نسخة واقعية من القصة على هيئة تقرير محكمة في قضية طلاق هذه الشخصيات.
واكتشفوا أن المشاركين الذين قرؤوا القصة تغيرت الطريقة التي رأوا بها أنفسهم على عكس من قرؤوا النسخة القضائية، وأرجعوا سبب ذلك إلى التماهي، حيث شعر المشاركون بالتماهي عاطفيًّا مع أبطال القصة، بعد هذه النتائج يؤمن الكاتب أنه وضع أساسًا موضوعيًّا لفكرة أن القصص الخيالية مفيدة ولو كانت احتماًلا.
كما حدد الكاتب التأثيرات النافعة للقصص الخيالية في أربعة موضوعات، هي: استكشاف عقول الآخرين باستخدام نظرية العقل، وفهم العلاقات، وفهم ديناميات التفاعل داخل الجماعات وكيفية تصرف الناس في العائلات، وأخيرًا مواجهة مشكلات الذات من خلال فهم أنفسنا وفهم مدى ارتباطها بالآخرين.
الفكرة من كتاب كما الأحلام: علم النفس في القصص الخيالية
يتناول هذا الكتاب تأثير القصص الخيالية في عقول القراء، ودورها في زيادة فهم الإنسان لنفسه وعلاقته بالآخرين. ويسرد الكاتب نتائج من أبحاثه الخاصة بهذا الموضوع، التي أثبتت دور الخيال في تحسين القدرات الاجتماعية والإدراك الحسي، ومن ثم أهمية الأدب بالنسبة إلى التجربة الإنسانية.
مؤلف كتاب كما الأحلام: علم النفس في القصص الخيالية
كيث أوتلي: روائي إنجليزي كندي، درس علم النفس بجامعة كامبريدج، وحصل على درجة الدكتوراه في علم النفس من كلية لندن الجامعية. ويعمل حاليًّا أستاذًا فخريًّا في علم النفس المعرفي بجامعة تورنتو.
من أعماله:
The Case of Emily V
Emotions: A Brief History
معلومات عن المترجمة:
آيات عفيفي: تخرجت في كلية الآداب، قسم اللغة الإنجليزية، جامعة عين شمس، عام ٢٠٠٧م. عملت فور تخرجها في مجال الترجمة في مجالات متنوعة أبرزها الترجمة الصحفية والقانونية.
من ترجماتها:
الثقافة والكرامة: حوار بين الشرق الأوسط والغرب.