تأثير العلاج الوهمي واستغلال مُعالجي الطب البديل له
تأثير العلاج الوهمي واستغلال مُعالجي الطب البديل له
إنَّ واحدًا من أكثر مجالات البحوث الطبية غرابة وإنارة للعقل، هو العلاقة بيننا وبين عقولنا، ودور المعنى في الشفاء، وبخاصةٍ أثر العلاج الوهمي في أجسادنا، فمنذ زمن بعيد لم تعُد العلاجات الوهمية شائعة في المجال الطبي بمجرد شروع النموذج الطبي الحيوي في إخراج نتائج ملموسة، لكن لحسن الحظ استمر استخدام العلاج الوهمي، وعلى مرِّ التاريخ جرى توثيق أثر العلاج الوهمي جيدًا، لكن لأسباب أخلاقية لا ينبغي ترك المرضى دون علاج بسبب اهتمامك المبالغ فيه بأثر العلاج الوهمي، كما يُعد من قبيل الممارسات الخاطئة استخدام علاج وهمي في حالة إجراء التجارب متى ما كان ممكنًا مقارنة العلاج الجديد بأفضل العلاجات المتوافرة في السوق، كما أن المجتمع الطبي القائم على الأدلة ينظُر إلى العلاج الوهمي بعين الريبة، لأنهم يعرفون أن من السهل تزييف السجلات والحصول على بيانات تجارب إيجابية من أجل الاستثمار والحصول على الأرباح.
والسؤال المطروح: كيف يمكن تحديد حجم تأثير العلاج الوهمي في الأمراض الحديثة؟ والإجابة هي مقارنة أحد العلاجات الوهمية بعلاج وهمي آخر، وكانت أوَّل تجربة أُجريت في هذا المجال، هي عبارة عن تحليل ما ورائي أجراه عالم الأنثروبولوجيا “دانيال مورمان” المتخصِّص في تأثير العلاج الوهمي، وقد استقى مورمان تجربته من تجارب أُجريَت على علاج لقرحة المعدة استخدم فيها العلاج الوهمي كعنصر ضابط، نظرًا إلى أن قُرح المعدة يجري تحديد وجودها أو غيابها بطريقة موضوعية تمامًا، وكان العلاج الوهمي عبارة عن قُرصين سُكريين يوميًّا، وقارِن ذلك مع تجارب أخرى كان العلاج الوهمي فيها عبارة عن أربعة أقراص سُكرية يوميًّا، وللدهشة وجد مورمان أن تناول أربعة أقراص أفضل من تناول قرصين سكريين! كيف ذلك؟ الإجابة أن العلاج الوهمي يدور حول ما هو أكثر من مجرد قُرص، فالعلاج الوهمي يتمحور حول المعنى الثقافي للعلاج.
وبناءً على ذلك، فإذا كان بإمكانك أن تؤمن بشدة بتأثير العلاج، على الرغم من أن الاختبارات الضابطة تشير إلى عدم فائدته، فإن نتائج العلاج تكون أفضل كثيرًا، ويُصبح المريض أفضل حالًا، فما يقوله الطبيب، وما يعتقده الطبيب يؤثر تأثيرًا ما في عملية الشفاء، وهو تأثير قابل للقياس، لذلك فإن مُعالجي الطب البديل يستغلُّون ذلك من خلال تقديمهم تفسيرات وهمية، وتشخيص وهمي، وهي تفسيرات وتشخيصات لا أساس لها من الصحَّة، ولا توجد أدلة على سلامتها، ويروِّجون لخيالات حول طبيعة المرض تتضمَّن خواص سحرية، أو طاقة، أو اختلالات يزعم المعالج فهمه لها بصورة حصرية، وهي بعيدة كل البُعد عن الحقيقة!
الفكرة من كتاب العلم الزائف
يعرض الكاتب مجموعة من الأمور العبثية والتافهة التي تتلبَّس بلباس العِلم بسبب المصداقية التي تمنحها لها وسائل الإعلام، خصوصًا فيما يتعلَّق بالأخبار الطبية، لأنها نصف الأخبار العلمية المتداولة إجمالًا في وسائل الإعلام.
مؤلف كتاب العلم الزائف
بن جولديكر: هو طبيب بريطاني، وكاتب، ومذيع، درس الطب في كلية “مودلين” بجامعة أكسفورد، ويعمل حاليًّا في هيئة الخدمات الصحية والوطنية في المملكة المتحدة، ومن مؤلفاته:
شرور شركات الأدوية.
العِلم الزائف.
معلومات عن المترجم:
محمد سعد طنطاوي: هو مترجم مصري، مارس تدريس اللغة الإنجليزية لسنوات عدَّة في هيئات ومؤسَّسات وشركات، حكومية وغير حكومية، مارس مهنة الترجمة شفاهة وكتابة في عدد من الهيئات والمؤسسات والشركات، في الوقت الحالي يقوم بتدريس اللغة الإنجليزية في مجال الأعمال والمحادثات العامة، من ترجماته:
التفكير السريع والبطيء.
التاريخ الاقتصادي العالمي.
عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء.
نظرية الفوضى مقدمة قصيرة.
حقوق الحيوان مقدِّمة قصيرة.