تأثير الصور النمطية
تأثير الصور النمطية
في مقابلة مع مجلة التايمز للدكتور وَاتسُون الحاصل على نوبل لاكتشافه بنية الحمض النووي، صرح بوجود علاقة بين العرق والذكاء، وأن السياسات الاجتماعية المؤمنة بالمساواة خاطئة، فأصحاب البشرة السوداء أقل في الكفاءة كما توضح الاختبارات، فهل تمثل الاختبارات دليلًا واقعيًّا على علو عرق على الآخر في مستوى الذكاء؟
في تجربة تعرض فيها مجموعة من الطلبة من أصول إفريقية ومجموعة من أصول أوربية للاختبار نفسه وأُعلِمت المجموعتان أن الاختبار يقيس الكفاءة، كانت نتائج الطلبة من أصول أوربية أعلى بكثير من زملائهم، لكن حين أُعلِمت المجموعتان أن الاختبار يهتم بالعملية النفسية لحل المشكلات وليس للتقييم، حققت المجموعتان نتائج متقاربة، فكيف لتغيير إطار الاختبار أن يغير النتائج؟
أثبتت التجارب أن للصور النمطية تأثيرًا بينًا في من يتعرضون لها، ففي تجربة اختُبرت فيها مجموعة من النساء من أصول آسيوية في الرياضيات ووضع الاختبار في إطار يبين الفروقات بين النساء والرجال، حققت المجموعة نتائج منخفضة، لكن حين تعرضت النسوة أنفسهن للاختبار وربط بهويتهن العرقية حققت المجموعة نتائج أعلى، كان الاختلاف هنا في الصور النمطية، إذ في الحالة الأولى ربطت المجموعة بالصور النمطية عن تفوق الرجال على النساء في الرياضيات، أما في الحالة الثانية فرُبطت بالصورة النمطية عن تفوق الآسيويين في الرياضيات، إذًا للصور النمطية تأثير في الأداء في الاختبارات، ولكن هل يتوقف تأثيرها هنا؟
كشفت أبحاث علم الأعصاب مؤخرًا عن وجود رابط بين الصور النمطية التي تسبب العجز والشعور بعدم الأهمية والمشكلات الصحية الطويلة الأمد، فعلى سبيل المثال يزيد معدل تعرض الأمريكيين من أصول إفريقية للجلطات الدماغية ثلاثة أضعاف على ذوي البشرة البيضاء، وفي دراسة حديثة أثبتت البيانات أن حتى الأمراض غير المرتبطة بالمستوى الاقتصادي والصحي ظهرت بشكل أكبر لدى الجماعات المرفقة بالصور النمطية السيئة، كما تزيد حالات العنف والإدمان لدى هذه الجماعات لشعورها بالتمييز والتحيز، ومع الأسف يتعدى تأثير هذه الصور الأفراد ويؤثر في الحكومات والسياسات المختلفة، مما يسبب حرمان كثير من الأشخاص الخدماتِ الصحية.
الفكرة من كتاب هل نولد عنصريين؟ إضاءات جديدة من علم الأعصاب وعلم النفس الإيجابي
يتبادر إلى أذهان معظمنا أن العنصرية والتحيزات انتهت مع الانفتاح الثقافي للمجتمعات والعولمة، التي جعلت التفاعل بين الأعراق المختلفة ليس بالأمر المستغرب، ومع ذلك فالحقيقة أن العنصرية والتحيزات لم تنتهِ، ولا يزال هناك عديد من الصور النمطية السيئة التي تلاحق الأقليات أو الأعراق المختلفة، ويوجد أيضًا التمييز العنصري المبني على الجنس داخل أماكن العمل، وعدم توافر الفرص الأكاديمية نفسها أو العناية الصحية لأعراق دون الأخرى.
فهل من الممكن التغلب على التحيزات العنصرية غير المعلنة؟ وهل يمكن للصور النمطية السيئة أن تختفي؟ وكيف يمكننا تعزيز المساواة داخل المدارس وتربية الأطفال بشكل أفضل؟ وهل يمكن للعنصرية أن تختفي تمامًا أم إننا عنصريون بالفطرة؟
يجيب الكتاب عن هذه الأسئلة وغيرها الكثير من خلال مجموعة من دراسات علم الأعصاب عن السلوك البشري، ونصائح من علم النفس الإيجابي.
مؤلف كتاب هل نولد عنصريين؟ إضاءات جديدة من علم الأعصاب وعلم النفس الإيجابي
سوزان تافتس فيسك: عالمة نفس أمريكية الجنسية، تعمل أستاذ في قسم علم النفس بجامعة برينستون، ولها إسهامات عدة في مجال علم النفس، منها: تطوير نظرية التحيز الجنسي المتناقضة، ولها عدة مؤلفات، منها:
Social Cognition, from Brains to Culture
ديفيد آموديو: عالم أمريكي الجنسية في مجال علم الأعصاب الاجتماعي، ويُذكر له دوره البارز في تطوير المجال.
رودولفو مندوزا-دينتون: أستاذ في علم النفس بجامعة كاليفورنيا، كما يساعد في إدارة مختبر بيركلي للأبحاث النفسية المتعلقة بالعلاقات والإدراك الاجتماعي.
آنيتا فومان: عالمة في مجال الاتصال التنظيمي، حازت على شهادتي الماجستير والدكتوراه من جامعة تمبل، وعملت كأستاذة في جامعة ويست تشيستر.
ميريديث ماران: مؤلفة، وناقدة وصحفية، أمريكية الجنسية، ولها عدة مؤلفات شهيرة، منها:
What it’s Like To Live Now
معلومات عن المترجمة:
جهاد الشبيني: مترجمة وصحفية مهتمة بمجال التعليم وريادة الأعمال، ولها عديد من الأعمال المترجمة، منها:
مغامرات توم سوير.
لماذا الحرب؟ المناظرة بين فرويد وآينشتاين.