تأثير التوجه الذهني
تأثير التوجه الذهني
إن الموهبة وحدها لا تكفي لتحقيق النجاح إذا لم يرافقها توجه ذهني صحيح ينبع من الجذور الداخلية والنسخة الحقيقية للذات والتي تتحكم في السلوكيات والتصرفات، ومن الممكن أن يكون التوجه الذهني للفرد أفضل أصدقائه أو ألد أعدائه، فهو إما أن يكون سبب نفور الآخرين أو سبب انجذابهم إليه، والتوجه الذهني الصحيح لا يضمن للمرء النجاح، ولكن التوجهات السلبية تضمن للمرء الهزيمة.
وتشكِّل البيئة التي ينشأ فيها الفرد نظام المعتقدات لديه؛ فالأطفال يلتقطون باستمرار التوجه الذهني والاهتمامات من بيئتهم، مما يؤثر في توجههم الذهني، وتزداد أهمية البيئة عندما ندرك أن التوجهات الذهنية التي اكتسبناها في بداياتنا هي الأصعب في التغيير، ويشكِّل ما يسمعه الأطفال عن ذواتهم من المحيطين بهم انطباعات تدوم معهم لفترات طويلة، وتشكِّل كلمات التشجيع أهمية كبيرة لدى الآخرين، لأنها تساعدهم على تكوين توجُّهات ذهنية إيجابية لديهم، والناس يستلهمون أفكارهم من أقرانهم، وعادةً ما يميلون إلى تبني مواقف مَن يقضون معهم معظم أوقاتهم فيكتسبون منهم طريقة التفكير والمعتقدات وأساليب مواجهة التحديات.
ويعتقد كثير من الناس أن من الأناقة أن يكون الإنسان سلبيًّا مما يجعله يبدو ذكيًّا أو مهمًّا، لكن الحقيقة أن التوجُّه الذهني السلبي يضر صاحبه ولا ينفعه كذلك يضر المحيطين به، والتوجه الذهني يتعلق بطبيعة الشخص التي تؤثر بصورة طاغية في تصرُّفاته وأفعاله، فالتوجهات الذهنية ذاتية وصاحب التوجه الذهني السيئ ربما لا يرتكب مخالفات قانونية أو أخلاقية ولكنه قد يدمر ذاته.
ومن أشكال التوجُّهات الذهنية السيئة عدم القدرة على الاعتراف بالخطأ، والشخص الذي يعتقد أنه لا يخطئ أبدًا لا يصلح أن يكون رفيقًا في فريق، لأن هذا الاعتقاد الخاطئ يُولِّد الصراعات بين الأفراد، وكذلك عدم القدرة على الصفح يؤدي إلى حمل الضغائن، والغيرة العمياء التي تتولَّد بسبب الرغبة في المساواة بغض النظر عن أحقية هذه المساواة من حيث المواهب والأداء، ومرض الأنا الذي يكون لدى أصحابه إيمان راسخ بأهميتهم دون غيرهم، والروح النقدية لدى صاحبها تغذيه بفكرة أن الجميع لا يقوم بأي شيء صحيح على الإطلاق، وأصحاب التوجُّهات الذهنية السيئة يصعب التعامل معهم جدًّا، كما قال الرئيس توماس جيفرسون: “ليس هناك شيء يمكن أن يعوق الإنسان صاحب التوجُّه الذهني السليم عن تحقيق أهدافه، وما من شيء على وجه الأرض يمكن أن يساعد شخصًا لديه توجُّه ذهني خاطئ”.
الفكرة من كتاب أساسيات التوجُّه الذهني
كيف ترى الأمور؟ هل تجد في كل شيء حاجزًا وعقبة لك أم ترى أن الأمور مليئة بالفرص؟ هل أنت من الأشخاص المتفائلين الإيجابيين ذوي التوجه الذهني الإيجابي أم المتشائمين ذوي التوجه الذهني السلبي؟!
يتحدَّث جون سي ماكسويل في هذا الكتاب عن مشكلات التوجُّه الذهني، ومدى تأثير المواقف الذهنية على أداء الأفراد والمشاعر والسلوكيات والأفكار، وكيف يمكن تغيير التوجهات الذهنية السلبية وتبني توجه ذهني يساعد على التقدم.
مؤلف كتاب أساسيات التوجُّه الذهني
جون سي. ماكسويل: خبير قيادة ومؤلف عالمي، وُلِد في ولاية ميشيغان عام 1947م، حصل على بكالوريوس من جامعة أوهايو كريستين عام 1969م، تُعد كتبه من الأكثر مبيعًا على مستوى العالم.
من أشهر مؤلفاته:
الفشل البنَّاء.
الموهبة لا تكفي أبدًا.
تطوير القائد في داخلك.
اجعل حلمك قيد الاختبار.