تأثير الاستعمار في أفريقيا

طمس الاستعمار تاريخ وحضارة أفريقيا القديمة، وعمل على محو هذا التاريخ من خلال إدانتها والعمل على ازدرائها ونظرته الدونية إلى الأفريقيين وإظهارهم كوحشيين وهمج، فقبل مجيء الاستعمار كانت أفريقيا بها ممالك عظيمة متعددة وعادات وتقاليد، وروابط حضارية، وطرق تصل أطرافها إلى العالم الخارجي، وعلاقات تجارية وصلت إلى الصين.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

فلم يكن أهلها غشمًا متخلِّفين جاهلين يهلِّلون بالمستعمر مقابل حفنة خرز كما يشاع، إنما خضعوا لكونهم مجبرين تحت ظروف قاسية، فقد تعرَّض الأفريقي لأبشع مراحل التعذيب والإهانة، فاختطف ورُبِط بالسلاسل في رحلة عذاب طويلة إلى أرض القارات الأمريكية ليخدم ويفعل به ما يشاء السيد الأبيض، كما فعلت الولايات المتحدة في أفغانستان بعد تفريغها للصواريخ والقنابل والمتفجِّرات، سرقت آلاف الأسرى مكبَّلين بالسلاسل ووضعتهم داخل المعتقلات.

فلا اختلاف بين ما فعله الأمريكي الأبيض في القرن الواحد والعشرين، وما فعله في القرن الثامن عشر، لا اختلاف بينهما سوى أن الأمريكي يصف نفسه اليوم بالمتحضِّر.

وبما أن أفريقيا عانت قديمًا ولا تزال تعاني الأضرار التي لحقت بها كالفقر والتجرد من ملكية الأراضي، فإن المستعمرين رفضوا فكرة تعويض الأفارقة عن حقوقهم التي سُلِبوها، واعتبروا أن سكوت أفريقيا كل هذا المدة الطويلة بمثابة تنازل منها عن مستحقاتها، وبسبب عدم وجود صوت أفريقي مستقل، ولا شخصية في المحافل الدولية، انتزعت هذه الحقوق ولم تأخذ أفريقيا شيئًا منها.

في فترة الاستعمار وما مرت به أفريقيا من العبودية طوال أربعة قرون من الزمن، عمل الاستعمار على نزاع حقوق الأفارقة، وقام بدفن آدميتهم واستعبدهم في الحقول والمزارع والمناجم والوظائف الدنيا دون مقابل، فسرق من الأفريقي لغته، وعقيدته، وأمه، وأباه، وأطفاله، وهويته.

ورغم ما حدث للأفارقة، وما زال يحدث الآن، من تأثير هذا الاستعمار حتى هذه اللحظة، فيجب علينا كشعوب عدم نسيان هذا التاريخ من الاضطهاد والتعذيب من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، اللتين تريدان الاستمرار في نهب أفريقيا وجعلها منهكة في صراعات لا تنتهي.

عايدة العزب موسى: كاتبة متخصصة في الشأن الأفريقي، تكتب في العديد من المجلات والجرائد في ذات الشأن، ولها مساهمات في المؤتمرات والندوات، وهي مصرية، ولها العديد من المؤلفات والكتب منها: “قرن الرعب الأفريقي”، و”جذور العنف في الغرب الأفريقي”، و”شخصيات أفريقية في السياسة والفن”، و”130  عامًا على الثورة العرابية”.