تأثيرات وسائل الإعلام
تأثيرات وسائل الإعلام
تساهم وسائل الإعلام في التطور المعرفي، وتؤثر بلا شك في السلوك البشري، وهذه التأثيرات تتباين تبعًا لطريقة المستقبلين في التفاعل مع الإعلام، وحسب الظروف الاجتماعية والفروق الشخصية للأفراد أنفسهم، وتتنوع المجالات التي تدخل في نطاق التأثير الإعلامي وأولها التأثير في الاتجاه، أي التأثير في مواقف ورؤية واختيارات الإنسان تجاه فكرة أو ظاهرة أو قضية ما، أما المجال الثاني فهو التغيير المعرفي، وهو أعمق تأثيرًا من تغيير الموقف أو الاتجاه، فيعمل بعمق على تحولات فكرية للجماهير في عملية بطيئة وطويلة الأمد يصعب معها التغيير بعد ذلك.
وثالث المجالات التي يؤثر من خلالها الإعلام هو تغيير القيم عبر التنشئة الاجتماعية، وذلك من خلال ممارسة الإعلام دورًا كبيرًا في عملية التنشئة الاجتماعية متجاوزًا دور وسائل التنشئة التقليدية، فيستخدم الإعلام رسائله المختلفة لتمرير قيمة معينة أو طمس أخرى، والمجال الرابع لتأثير الإعلام هو تغيير السلوك، مثل تغيير السلوك الشرائي أو التفاعلي تجاه القضايا المختلفة، وهذه التأثيرات التي ذكرناها لها ما يؤثر في فاعليتها أيضًا بشكل أو بآخر، مثل طبيعة الجماهير واختيار المحتوى المناسب لهم
والوسيلة الإعلامية ومدى ثقة الجماهير بها وتفاعلهم معها، بالإضافة إلى المدى الزمني للتأثير الذي تحدثه وسائل الإعلام، وهناك مؤثر آخر في فاعلية وطبيعة المحتوى الذي تقدمه وسائل الإعلام يتمثل في توجهات المالكين للوسيلة الإعلامية، وشروط المعلنين والرعاة، بالإضافة إلى الأنظمة والقوانين المطبقة في البلد الذي تصدر منه الوسيلة الإعلامية.
الفكرة من كتاب صناعة الكذب..كيف نفهم الإعلام البديل؟
هل يمكن أن يؤدي انتشار ما يعرف بالإعلام البديل أو إعلام المواطن والشبكات إلى اختفاء مهنة الصحافة التقليدية، أم إن عصر التقارب والاندماج | Convergence الذي نعيش فيه هو الذي يفرض على الإعلام التقليدي أن يتعاون مع الإعلام البديل، للحفاظ على قاعدة جمهوره واستغلال المزايا التي تضيفها التكنولوجيا المتطورة إلى مجال الإعلام؟ فبرغم الاتهامات التي تطال الإعلام البديل بأن من الصعب التمييز بين الكذب والحقيقة من أخباره ومعلوماته، يوجد دفاع لا يمكن الاستهانة به عن دور الإعلام البديل بمساعدة الإنترنت في رفع الوعي والمساعدة في كشف التزييف، وتوفير مساحة واسعة للتعبير والاحتجاج، وهذا ما يحاول المؤلف توضيحه في هذا الكتاب من خلال إنزال الإعلام البديل منزلته الحقيقية دون تقديس أو إجحاف.
مؤلف كتاب صناعة الكذب..كيف نفهم الإعلام البديل؟
د. خالد محمد غازي: كاتب وصحفي مصري، حاصل على الدكتوراه في مجال الإعلام، يعمل رئيسًا لتحرير وكالة الصحافة العربية، وجريدة صوت البلد الأسبوعية المستقلة، نال جائزة الدولة للإبداع عام 1996، ومن مؤلفاته المنشورة في مجال الإعلام:
الإعلام الناعم.. كيف يمكن تشكيل العقول؟
صحافة الخط الساخن: أطر قديمة وأخرى مستحدثة.
الصحافة الإلكترونية العربية.. الالتزام والانفلات في الخطاب والطرح.
ولديه عديد من المؤلفات في مجال الدراسات الأدبية والفكرية، منها:
الطيب صالح.. سيرة وشهادات من محطات العمر.
مي زيادة.. سيرة حياتها وأدبها وأوراق لم تنشر.