تأثر المرأة بالإسلام
تأثر المرأة بالإسلام
ما دخل الإسلام قلب امرأة إلا وطهَّره وأخرج من نفسها الكِبر والكفر، فهل هناك أشد من قسوة قلب هند بنت عتبة التي قتلت سيدنا حمزة بن عبد المطلب وأخرجت كبده وأكلتها فأهدر الرسول دمها، بل أيضًا كانت مُحمَّلة بالبغضِ لرسول الله وأصحابه فقد قتلوا أهلها في غزوة بدر، وقتلوا زوجها يوم الزحف إلى مكة، فحين شرح الله صدرها للإسلام ذهبت لمبايعة رسول الله، وقالت له: “يا رسول الله الحمد لله الذي أظهر الدين الذي أختاره لنفسه لتنفعني رحمك، يا محمد إني امرأة مؤمنة بالله، مصدِّقة رسوله”، ثم كشفت عن وجهها له، فأصبحت من أطهر النساء وجاهدت لنصرة الإسلام.
وأم كلثوم بنت عُقبة الوحيدة التي آمنت في بيتها كله وهجرت بيتها ورُزقت من اليقين غير مبالية بأي عواقب، فقد أسلمت بمكة وبايعت النبي قبل الهجرة وتبعته إلى المدينة، وكانت من أكثر النساء رجاحة عقل وقوة إيمان ولحقتها أمها فيما بعد، وهناك من عُذِّبوا أشد العذاب لإسلامهم، ومنهم سُمية أم عمار بن ياسر وزوجها وابنها وكان بنو مخزوم يلبسونهم دروع الحديد في الصحراء في أكثر الأوقات حرارة وقت الظهيرة ويُسقِطون عليهم الرمال الساخنة والحجارة حتى ادَّعى الرجلان الكفر لاشتداد العذاب بهما، أما سُمية فلم ترضخ ورفضت أن تلفظ لفظ الكفر فاستُشهدت، والخنساء التي كان لديها أربعة أبناء فذهبوا إلى معركة القادسية وهم أحب إليها من نفسها، فوصَّتهم في خروجهم، وقالت: “واعلموا أن الدار الآخرة خير من الدار الفانية”، واستشهد الأربعة وحين أخبِرت قالت: “الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو من الله أن يجمعني بهم في مستقر الرحمة”.
ألم تفكر هؤلاء العظيمات في عواقب الأمور أو أصابهن خوف؟ بلى، لكن من يبالي بالعواقب هم ضعفاء الإيمان، وهؤلاء رُزقن شرف نفس وعزة وقوة إيمان حقيقية فطهَّرهم الإسلام واصطفاهم الله.
الفكرة من كتاب المرأة العربية في ظلال الإسلام
كانت المرأة في الجاهلية حقوقها منقوصة، وتتمثَّل في أنها رمز للعار وقتلها عِصمة من الذُّل، حتى جاء الإسلام ووهبها حقوقًا وواجباتٍ، وفك أسرها من العار الزائف الذي قُيِّدت به، فأصبحت في الإسلام المرأة المسلمة أمًّا لها دور عظيم وأخرجت من رَحِمَهَا قادة عظماء وعلماء، أصبحت عالمة وشاعرة وكاتبة، بل هي حجر الأساس الذي ينبني عليه المجتمع، ولطالما أبدعت في كثير من مجالات الدنيا والدين حين أخفق بعض الرجال، يأخذنا الكاتب عبد الله بن عفيفي هنا إلى التعرف إلى المرأة العربية وخِصالها وآثارها على مدار التاريخ الإسلامي.
مؤلف كتاب المرأة العربية في ظلال الإسلام
عبد الله بن عفيفي الباجوري: أديب وشاعر وكاتب، ولد في محافظة المنوفية بمصر، التحق بمدرسة دار العلوم وعمل معلمًا بمدرسة المنصورة الابتدائية، واتصل بالملكة نازلي (أم الملك فاروق)، وأهدى إليها كتابه “المرأة العربية”، فنقل محررًا عربيًّا بديوان الملك، ثم صار إمامًا للملك، وكان عضوًا ببعض المؤسسات الخيرية، منها: جماعة مساعدة فقراء مكة والمدينة، وكان رئيسًا لرابطة الأدب العربي، وعضو الجمعية العامة للمحافظة على القرآن الكريم بالمطرية.
له مؤلفات عديدة، ومنها:
المرأة العربية في جاهليتها وإسلامها (3 أجزاء).
تفسير سورة الفتح وبيان ما اتصل بها من الفتوح الإسلامية والسيرة النبوية (ثلاثة أجزاء).
منهج الأدب، مدرسي، (جزآن).
زهرات منثورة في الأدب العربي، محاضرات ألقاها في كلية الشريعة.