بين النظام والفوضى
بين النظام والفوضى
تشير كلمة النظام إلى مفهومٍ تقليدي مرسوم في الأذهان وهو أن لكل سببٍ نتيجة، وأن كل ما نصل إليه إنما يكون يكون على حسب خطواتٍ محددة، النقص فيها يجعل تحقيق الهدف النهائي صعبًا، وكما تقول الكاتبة فإن المشكلة الحقيقية تكمن في أننا قد نأخذ بالأسباب كلها أحيانًا ونسعى في سبيل تحقيق شيء ما ومع ذلك فإنه لا يحدث، والعكس بالعكس ممكن كذلك، فأحيانًا نحصل على نتائج كبيرة بالرغم من تقصيرنا في الأسباب المؤدية إلى تلك النتائج، فكيف نتعامل مع تلك المشكلة؟
هذا الانفصال بين المقدمات والنتائج يسمى بالفوضى، والفوضى في حقيقتها ما هي إلا نظام معقد، فالأسباب عندما تتزايد جدًّا وتتعقد ويصبح من الصعب السيطرة عليها والإحاطة بها، فإننا أمام نظام بالفعل، ولكننا لا نستطيع أن ندرك العلاقة المباشرة بين المقدمات والنتائج فيه، ونعجز عن استيعابه بأذهاننا، لذا نطلق عليه اسم الفوضى.
والناس اليوم يواجهون فوضى عارمة في حياتهم، فالمشكلات تتراكم عليهم دائمًا، وحتى إن استطعت حل بعض المشكلات فإنك تترك البعض الآخر لتفكر فيه من جديد، وهذا يعني أنك تتعامل مع عدد كبير من الأسباب والمتغيرات المعقدة يوميًّا، وللأسف لا يمكن إدارة هذا النوع من الأنظمة المعقدة -التي نسميها الفوضى- بأساليب الإدارة التقليدية، وإنما نحتاج كما ترى المؤلفة إلى أساليب جديدة تمكننا من التعامل مع هذا التعقيد.
الفكرة من كتاب إدارة الفوضى
يتعرض الكثير من الناس اليوم إلى كم هائل من المهام المختلفة الطارئة، ومع ذلك يجب أن يقوموا بأعمالهم على أكمل وجه دون أن يكونوا ضحايا للإرهاق أو الفشل والفوضى، وفي هذا الكتاب دليل ﻷولئك المنشغلين الذين يعانون تلك الضغوط ليتمكنوا من الانتصار في نهاية المطاف على كل تلك العوائق، وذلك عن طريق تعليمهم مهارات جديدة تساعدهم على إدارة حياتهم.
مؤلف كتاب إدارة الفوضى
باتريشيا هيتشنجز، مستشارة إدارية ورائدة أعمال، تملك شركتها الخاصة Unique perspectives، وهي صاحبة رؤى جديدة في مجال الإدارة وتحاول التوفيق بين النظم الإدارية ونظم المعلومات بطريقة عصرية.